أحيانًا، لا يكون الجوع هو ما يدفع العميل لطلب الطعام، بل إعلان جذبه، وخاطب حواسه، وقال له بلغة غير مباشرة: “اطلب الآن، تستاهل”.
في السوق السعودي، حيث يتبدّل المزاج بين وجبة غداء دسمة بعد يوم عمل طويل، وسهرة خفيفة في نهاية أسبوع مزدحم، لم يعد كافيًا أن يكون الطعام لذيذًا لا بد أن تكون طريقة تقديمه عبر الإعلان ألذ!
فالمنافسة شرسة، والخيارات كثيرة، والعميل يقرّر بلمح البصر. وهنا يظهر دور المسوّق الذكي الذي يجب أن يعرف كيف يحوّل صورة طبق إلى تجربة، ومنشور عادي إلى حجز، ونقرة واحدة إلى طلب كامل مع إضافة مشروب وتحلية.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة سريعة ولكن مشبَعة، بين أهم خطوات إعداد إعلان ناجح لمطعم: من تحديد الهدف، إلى بناء الحملة، إلى تصميم تجربة الحجز أو التوصيل، حتى تصل إلى تقييم العميل بعد التجربة.
هل نبدأ التحضير؟ أول خطوة في الوصفة:
تحديد الهدف من الإعلان
الإعلان بلا هدف واضح، مثل دعوة عشاء دون تحديد الضيوف، أحيانًا، أول خطوة في فشل الحملة التسويقية تبدأ من الحماس!
نعم، الحماس وحده لا يكفي. أن تبدأ إعلانك لمجرد أن “الطلبات خفّت” أو “الموسم جاي” من دون هدف واضح، يشبه أن تطلب من الطاهي إعداد وليمة… دون أن يعرف عدد الحاضرين، ولا ماذا يحبون.
الإعلان الناجح خصوصًا في سوق سريع الاستجابة مثل السوق السعودي يبدأ دائمًا بسؤال بسيط: ماذا أريد أن أحقق من هذه الحملة؟
أنواع الأهداف التي يجب أن تحددها قبل أي حملة
هل تريد زيادة الوعي بالعلامة التجارية؟
مناسب للمطاعم الجديدة أو الفروع الجديدة. الهدف هنا ليس الطلب الفوري، بل أن “يعرفك الناس”. حملات الوعي تركز على الهوية البصرية، القصة، والمكان… لا على العروض.
هل هدفك الحجوزات داخل المطعم؟
في هذه الحالة، الإعلان يجب أن يبيع الجو قبل أن يبيع الطعام. الصور يجب أن تظهر الجلسات، المساحات، وربما حتى مواقف السيارات! ويُفضل أن يرتبط الإعلان بزر حجز مباشر على واتساب أو نموذج.
هل تستهدف الطلب والتوصيل؟
ركز على ما يهم العميل في هذه اللحظة: وقت التوصيل، عرض مغرٍ، سهولة الطلب. كلما قلت الخطوات، زادت فرص الإغلاق.
هل هدفك زيادة التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي؟
هذا هدف ذكي، خصوصًا إذا كنت تبني مجتمعًا حول المطعم. في هذه الحالة، قد لا تهتم بعدد الطلبات اليوم، بل بعدد الإشارات (Mentions)، المشاركات، أو المتابعين الجدد. وهنا تنجح الإعلانات التي تسأل، تحفّز، وتخلق محتوى “قابل للنشر”.
هل ترغب في تعزيز الاحتفاظ بالعملاء؟
المطاعم الذكية لا تفرح فقط بالعميل الجديد، بل تحرص على أن يعود مرة ثانية وثالثة. هذا النوع من الحملات قد يستهدف عملاء حجزوا مسبقًا أو طلبوا مؤخرًا، ويقدّم لهم عرضًا خاصًا أو تذكيرًا بخدمتكم.
هل تسعى لتحسين رضا العملاء؟
قد يكون هدفك من الإعلان ليس جلب طلبات جديدة، بل إرسال استبيان، أو توجيه العملاء إلى تقييم تجربتهم. هذه الحملات تقيس رضا الجمهور، وتساعد في تحسين السمعة على المدى الطويل.
هل تريد تحفيز الشراء الفوري؟
هذا هو إعلان “اضغط الآن واطلب”. وقتي، مباشر، ويعتمد على العرض والوضوح وسهولة الطلب. هذا النوع فعّال في نهاية الأسبوع، في وقت الغداء، أو مع بداية الشهر.
بناء الوعي أم تحفيز الشراء؟ لا تخلط بينهما
من أكثر الأخطاء شيوعًا في السوق السعودي أن يُطلق المسوّق إعلانًا ترويجيًا بأسلوب تعريفي… أو العكس!
إليك الفرق باختصار:
حملات بناء الوعي (Awareness):
- تُستخدم مع مطاعم جديدة، أو لإطلاق فرع جديد، أو لاستهداف عملاء جدد لم يكونوا يعرفونك من قبل.
- تهدف إلى تعريف الناس بعلامتك التجارية
- تركّز على الهوية، الأجواء، القصة… لا على السعر
حملات تحفيز الشراء (Conversion):
- مناسبة لعروض محددة أو وقتية
- تركز على سرعة اتخاذ القرار (اطلب الآن – احجز الآن)
- تعتمد على العروض، التوقيت، والوضوح الكامل في الدعوة للإجراء
اربط الهدف بالنتيجة التي تريد قياسها
في التسويق، لا يكفي أن تقول “أريد نتائج” بل يجب أن تعرف أي نتيجة تقصد، وكيف ستقيسها.
كل هدف إعلاني مهما بدا بسيطًا يجب أن يكون قابلًا للقياس. فالرقم هو اللغة التي يفهمها النجاح.
- إن كان هدفك الحجز داخل المطعم، فراقب عدد النقرات على زر “احجز الآن”، وعدد الرسائل أو النماذج التي تصلك بالفعل.
- وإن كنت تستهدف الطلبات والتوصيل، فتابع عدد الطلبات الفعلية القادمة من رابط الإعلان، أو من تطبيق معين.
- وإذا كان هدفك بناء الوعي بالعلامة التجارية، فركّز على عدد مرات الظهور، التفاعل مع الإعلان، أو نمو عدد المتابعين الجدد.
- أما إذا كنت تسعى لزيادة التفاعل على وسائل التواصل، فراقب المشاركات، التعليقات، الإشارات (Mentions)، وعدد الإعجابات أو المشاهدات.
- في حال كان هدفك تعزيز الاحتفاظ بالعملاء، فتابع معدّل عودة العملاء (repeat visits)، أو عدد من استخدموا عروضًا موجهة لعملاء سابقين.
- وإن كنت ترغب في تحسين رضا العملاء، فاجمع تقييماتهم من Google Maps أو استبيانات ما بعد التجربة، وراقب تغيّر متوسط التقييم العام بمرور الوقت.
وهكذا لا هدف بلا رقم، ولا حملة بلا مقياس. وإلّا كيف ستعرف أنك نجحت؟
إذًا، لا تُطلق حملتك التسويقية قبل أن تُحدّد هدفك كأنك تحدد وجهتك على الخريطة. الهدف ليس فقط يُرشدك بل يوفّر وقتك ومالك، ويجعلك تعرف “وش تقيس؟ ومتى تقول: نجحت؟”
أساسيات الإعلان للمطاعم: ماذا تعرض؟ ولمن؟ وكيف؟
بعد أن حدّدت هدفك من الحملة الإعلانية، جاء وقت الطبخ الحقيقي، لكن هنا لا نتحدث عن تتبيل الأطباق، بل عن تتبيل الإعلان نفسه: ما الذي ستُظهره؟ لمن؟ وكيف سيشعر به العميل؟
الخلطة السحرية لأي إعلان ناجح لمطعم تتكوّن من ثلاث عناصر أساسية:
- المحتوى المعروض
- الجمهور المستهدف
- طريقة العرض
دعنا نفككها معًا، مكوّنًا مكوّنًا.
أولاً: ماذا تعرض؟ الطعام وحده لا يكفي
نعم، صورة البرغر أو الكبسة مهمة… لكن هل تكفي؟ بالتأكيد لا! تذكر أن العميل في عصرنا الحالي لا يشتري طبقًا فقط، بل يشتري تجربة. يريد أن يشعر بأنه سيكون مرتاحًا، مرحّبًا به، وأن الوجبة تستحق الوقت والمال.
لذلك، لا تركّز فقط على صورة الطبق، بل:
- اعرض أجواء المطعم: جلسات مريحة؟ إطلالة؟ موسيقى؟
- أبرز نوع الزبائن: عائلات؟ شباب؟ مناسبات خاصة؟
اجعل صورك تقول أكثر من مجرد “هذا شكله لذيذ” اجعلها تقول: “هذا مكان وُجد لي!”
ثانيًا: لمن تعرض؟ افهم جمهورك كأنك تطبخ له خصيصًا
الإعلان الجيّد لا يتكلّم مع الجميع بل مع العميل المناسب في الوقت المناسب، لذلك، اسأل نفسك:
- متى يشتهي الناس طلب الطعام؟: قبل الغداء؟ بعد صلاة العشاء؟ في نهاية الأسبوع؟
- أين جمهورك؟ هل تخدم أحياء معينة؟ هل فرعك في موقع محدد؟ استغلّ خاصية تحديد الموقع الجغرافي في إعلاناتك
- ما عاداتهم؟ هل يحبّون الوجبات العائلية؟ هل يتفاعلون أكثر مع التوصيل؟ هل يبحثون عن “العروض” أو عن “الخصوصية”؟
الإعلان الذي يكلّم أهل شمال الرياض بنفس نبرة الإعلان لوسط جدة غالبًا لن يصل.
ثالثًا: كيف تعرض؟ 3 ثوانٍ تصنع الفرق
في عالم الإعلانات الرقمية، لديك ثلاث ثوانٍ فقط لتلفت الانتباه، لذلك، لا مكان للتجارب الطويلة أو المقدّمات المملة.
إليك وصفة العرض الفعّال:
- العنوان البصري: صورة أو فيديو يشدّ العين من أول لحظة (طبق، ضحكة عميل، مشهد من المطعم)
- رسالة لفظية قصيرة: مثل “جلسة هادئة؟ ولا وجبة توصل لحدّك؟ عندنا الاثنين!”
- دعوة واضحة للإجراء (CTA): “احجز الآن”، “اطلب اليوم”، “افتح المنيو”
كل إعلان يجب أن يحتوي على زر أو رابط واضح، يُشعِر العميل أن الخطوة التالية بسيطة وواضحة.
تذكّر دائمًا أن الإعلان الجيّد لا يعرض فقط “وش عندك”، بل يُخبر العميل لماذا يجب أن يهتم، ومتىعرفت ماذا تعرض، ولمن، وكيف فأنت وضعت حجر الأساس لحملة تصنع الشهية والطلب معًا.
اقرأ أيضًا
نموذج خطة تسويقية جاهزة تقودك للنتائج.. اترك التخمين، وابدأ بالتخطيط
دليل الميديا باير: أسرار رفع أداء الإعلان بخطوات علمية وأدوات ذكية
خطة تسويق لليوم الوطني السعودي: فرصة ذهبية لتعزيز علامتك التجارية
كتابة إعلان قصير يحقق مبيعات: خطة 3-3-3 لنجاح إعلاناتك
أفكار خارج الصندوق لزيادة المبيعات
أنواع حملات المطاعم حسب الهدف
بعد أن فهمنا في المحور السابق كيف نعرض المحتوى، ولمن، وبأي شكل حان الوقت لنتحدث عن أنواع الحملات نفسها، فالإعلان ليس “واحدًا يصلح لكل شيء”، بل له أنماط مختلفة باختلاف الهدف.
في هذا المحور، نغطّي النوعين الأهم لكل مطعم:
حملات الحجز: اجعل العميل يحجز قبل أن يفكر مرتين
في بعض الأحيان، الهدف من الإعلان ليس بيع وجبة بل بيع مكان على الطاولة، وخصوصًا في السوق السعودي، حيث تزداد ثقافة “الحجز المسبق” في المطاعم الراقية أو العائلية أو خلال المواسم، فإن تسهيل عملية الحجز عبر الإعلان يُعد نقطة تفوّق حقيقية.
لكن كيف تُبنى حملة حجز ذكية؟
ابدأ بالإعلان: أظهر التجربة لا الكرسي
- اجعل الإعلان يُظهر الجو العام: هل الجلسات عائلية؟ هل يوجد خصوصية؟ هل المكان مناسب لسهرة؟
- استخدم صورة أو فيديو يركّز على الراحة، الفخامة، أو الحميمية حسب نوع مطعمك
- اجعل عنوان الإعلان يحمل وعدًا: “احجز جلسة راقية قبل أن تمتلئ”، أو “جلسة فاخرة في قلب الرياض؟ احجز الآن”
اربط الإعلان بوسيلة حجز فورية
العميل لا يحب الانتظار، ولا يحب التفكير الزائد؛ اجعل زر الحجز واضحًا وفوريًا، وخيارات الحجز سهلة وسريعة. إليك الطرق:
- زر واتساب برسالة تلقائية: “أرغب بالحجز لعدد 4 مساء الخميس”
- نموذج حجز بسيط (Google Forms – Calendly): بدون تعقيدات
- موقع إلكتروني أو صفحة هبوط مرتبطة بالإعلان: تحوي جميع التفاصيل
- التطبيق الخاص بمطعمك على apple store أو google play
وإذا كان بالإمكان، اجعل العميل يختار الطاولة أو الوقت هذا يعزز من شعوره بالتحكم ويزيد فرص الحجز سريعًا.
تابع التأكيد والإشعار مثل المحترفين
لا تترك العميل في فراغ بعد الحجز، اجعل التجربة احترافية حتى قبل أن يزور المطعم:
- أرسل له رسالة تأكيد على الواتساب أو SMS
- أضف الحجز إلى Google Calendar أو نظام داخلي
- أرسل إشعارًا قبل الموعد لتذكيره، ولتفادي الإلغاء
لماذا هذه الحملة ناجحة؟
- تقلل الانتظار العشوائي
- تُشعر العميل بأهميته
- تجعل تجربة ما قبل الزيارة أكثر سلاسة واحترافية
إذا أردت أن “تحجز مكانك” في ذهن العميل، فابدأ بتسهيل حجزه في مطعمك، كل خطوة من الإعلان حتى التأكيد يجب أن تكون مريحة وسلسة كالمكان نفسه.
حملات الطلب والتوصيل: اجعل نقرة العميل تتحول إلى وجبة
في المقابل، هناك نوع آخر من الإعلانات لا يهدف إلى دعوة العميل للزيارة بل إلى أن تصله الوجبة وهو في بيته أو مكتبه، وهذا النوع أصبح أساسيًا، خصوصًا مع تغيّر العادات والتوجّه القوي نحو الراحة والسرعة.
لكن التحدي هنا هو: كيف تُقنع العميل أن ينقر، ويطلب، ويعود للطلب مرة أخرى؟
اجعل الإعلان “يضغط” على الجوع الحقيقي
- استخدم صورة طبق واحد فقط، لكن بصورة مغرية وواقعية
- لا تكثر النصوص، فقط عبارة تشبه “جوع؟ اطلب الآن!” أو “وجبتك توصلك خلال 30 دقيقة”
- اجعل العرض واضحًا، مثل: “وجبتان + مشروب بـ 35 ريال فقط اليوم!”
اربط الإعلان بخطوة طلب مباشرة وسهلة
السر في الطلبات هو السرعة والوضوح، وإليك الخيارات الفعّالة:
- رابط مباشر لتطبيق توصيل (مثل: جاهز، هنقرستيشن)
- رابط منيو تفاعلي مع زر “اطلب الآن”
- زر واتساب مع رسالة تلقائية: “أرغب بطلب وجبة… + الموقع”
- كلما قلّت خطوات العميل، زادت فرص أن يُكمل الطلب.
دع تجربة ما بعد الطلب تتحدث عنك
- أرسل رسالة تأكيد فورية بعد الطلب
- وضّح وقت التوصيل المتوقع
- اطلب التقييم بعد 30–60 دقيقة (رسالة لطيفة فقط: “كيف كانت وجبتك؟ نحب نسمع رأيك!”)
لماذا هذه الحملة فعالة؟
- تُغري العميل بسرعة بدون مقدمات
- تختصر الخطوات من الإعلان حتى الإغلاق
- تبني علاقة مباشرة تُسهل التكرار والولاء
في عالم التوصيل، لا تفترض أن العميل سيبذل جهدًا كبيرًا ليطلب بل اجعل الطلب أقرب من تفكيره بالجوع نفسه، الإعلان الذكي هو الذي يحوّل الجوع إلى نقرة… والنقرة إلى وجبة لذيذة في دقائق.
تذكر أن النجاح في إعلانات المطاعم يبدأ باختيار نوع الحملة المناسب لهدفك، فكل حملة مدروسة تقرّب العميل خطوة من الطلب أو الحجز.
إدارة الطلب والحجز: ورك فلو عملي وسلس
بعد أن أطلقت حملتك سواء كانت للحجز أو التوصيل يأتي الجزء الأهم: ما الذي يحدث بعد أن يضغط العميل على “احجز الآن” أو “اطلب الآن”؟
في كثير من الحالات، يكون الإعلان ممتازًا، لكن التنفيذ يقع في فخّ العشوائية، فيخسر المطعم عميلًا كان جاهزًا تمامًا.
لا تقلق الحل موجود وهو أن تبني ورك فلو (workflow) واضح وسلس، يجعل تجربة العميل من النقرة وحتى التقييم تجربة بلا عقبات.
دعنا نستعرض سويًّا خطوات هذا المسار الذكي، كما يوصي به الخبراء، وكما تُطبّقه أفضل فرق خدمة العملاء من حول العالم.
الخطوة 1: ظهور الإعلان
الإعلان يظهر في المكان المناسب: سناب شات، إنستغرام، تيك توك، جوجل حسب المنصة التي اخترتها.
المطلوب؟
- عرض جذاب بصريًا (طبق، جلسة، عرض سريع)
- رسالة مباشرة (مثلاً: “احجز قبل نهاية الأسبوع”، أو “وجبة توصل خلال 30 دقيقة”)
- زر واضح: “احجز الآن” أو “اطلب الآن”
الإعلان هو البوابة التي يدخل منها العميل إلى “نظامك”، فلا بد أن تكون مصممة لاستقبال الضغط الفوري.
الخطوة 2: الضغط على الزر
العميل يضغط، ويجب أن ينتقل مباشرة إلى الخطوة التالية المناسبة:
- لحملات الحجز: رابط واتساب مع رسالة جاهزة، أو نموذج بسيط
- لحملات الطلب: رابط مباشر لمنصة توصيل، أو منيو تفاعلي مع زر “اطلب الآن”
لا ترسل العميل إلى صفحة عامة أو حساب إنستغرام هذه خطوة خطرة تؤدي لضياع الفرصة!
الخطوة 3: صفحة الهبوط
وهنا تبدأ تجربة العميل الحقيقية، صفحة الهبوط يجب أن تُشعره بأن الأمور مرتّبة وسهلة.
ماذا تحتوي؟
- منيو واضح (صور وأسعار)
- موقع الفرع (Google Maps)
- وسيلة تواصل فوري (واتساب، نموذج، زر طلب)
هذه الصفحة تحلّ محل الاستقبال في المطعم فإذا كانت مرتبة وواضحة، سارت الأمور بسلاسة.
الخطوة 4: تأكيد الطلب أو الحجز
بعد تعبئة النموذج أو إرسال الرسالة، لا تترك العميل في حالة “ما أدري وش صار”.
- أرسل رسالة تأكيد تلقائية على الواتساب أو SMS
- أضف الحجز إلى تقويم Google، أو أرسل إشعارًا بوقت التوصيل المتوقع
- يمكنك استخدام أدوات بسيطة لإدارة هذه المرحلة دون الحاجة إلى أنظمة معقدة
تظهر الدراسات أن رسائل التأكيد تزيد من التزام العملاء بنسبة تصل إلى 30٪.
الخطوة 5: إشعار العميل
الإشعار مهم بعد الحجز أو الطلب، ويُفضّل أن يكون:
- فوري وواضح
- يحتوي على وقت التوصيل أو الموعد
- بأسلوب ودّي، يعكس هوية المطعم (مثلاً: “جاهزين نستقبلكم الساعة 8 مساء”)
الخطوة 6: تنفيذ التجربة
العميل يصل إلى المطعم أو يستلم الطلب، وهنا، دور فريق Front of House:
- استقبال مهني للحجوزات
- جاهزية الطلبات في الوقت المحدد
- تأكيد الاسم، عدد الأفراد، أو الطلب حسب ما تم مسبقًا
التكامل بين الإعلان، النظام الرقمي، والفريق داخل الفرع هو ما يصنع تجربة “سلسة ومحترمة”.
الخطوة 7: طلب التقييم
بعد انتهاء التجربة بـ 30 إلى 60 دقيقة، أرسل رسالة قصيرة:
- “كيف كانت تجربتك؟ نحب نسمع رأيك!”
- رابط تقييم على Google Maps أو رسالة تقييم داخلية
يوصي الخبراء أن يكون طلب التقييم خفيفًا، غير مزعج، ويُظهر اهتمامًا حقيقيًا بالعميل.
الإعلان يلفت الانتباه، لكن التجربة هي ما يصنع الولاء، و”الورك فلو” المدروس ليس هامشيًا فكر فيه كضمانة أن العميل لن يضيع بين الزر والتجربة، بل سيصل مرتاحًا، ويعود راضيًا.
نصائح لتحسين نتائج إعلانات المطاعم وتحويل الزوار إلى عملاء فعليين
في المحور السابق، سرنا مع العميل خطوة بخطوة عبر ورك فلو الحجز أو الطلب، لكن الواقع يقول: عدد من شاهد الإعلان غالبًا أكبر بكثير ممن تفاعل أو طلب.
فما الذي يجعل العميل يضغط فعلاً؟ ما الذي يحوّل مشاهدًا فضوليًا إلى عميل فعلي يدفع، يزور، أو يطلب؟ الجواب يكمن في التفاصيل الصغيرة التي تصنع فرقًا كبيرًا.
رغم أن كلمة النصائح غير مستحبة لدى العديد من البشر وفقًا لعلم النفس، لكن مع ذلك دعنا نستخدمها الآن، لأن ما سنقدمه هنا فعلًا نصائح فعالة مدعومة بالتجربة والمصادر لتحسين أداء حملاتك، ورفع نسبة التحويل من “مشاهد” إلى “مشترٍ”.
اعرض منيو إلكتروني واضح وسهل التصفح
العميل في الغالب لا يملك صبرًا ليستكشف منيو غير واضح أو بطيء. حسب الخبراء تصميم تجربة تصفح الطعام يجب أن يكون:
- سريع التحميل
- منظم حسب الأصناف
- يحتوي على صور واقعية وأسعار واضحة
- متصل مباشرة بزر “اطلب الآن” أو “احجز”
صفحة الهبوط الناجحة تدمج المنيو، العرض، وخيار الإجراء في مكان واحد.
لا تترك العميل يتساءل: “وماذا بعد؟”
العديد من الإعلانات تفشل رغم جودتها، لأن العميل ببساطة لا يعرف ما الخطوة التالية، والحل في زر الدعوة للإجراء (CTA) الذي يعتبر العمود الفقري للتحويل.
- اجعل الزر واضحًا، بألوان بارزة، وكلمات مباشرة مثل: “احجز الآن”، “شاهد المنيو”، “اطلب اليوم”، “جرّب العرض الآن”
- تجنّب العبارات المبهمة مثل: “اكتشف المزيد” أو “اعرف معلومات”
كن أسرع من سؤال العميل!
أغلب العملاء يترددون حين لا يجدون إجابات سريعة على أسئلتهم، لذا يوصي الخبراء أن تُجيب في الإعلان نفسه عن الأسئلة الشائعة، مثل:
- هل توجد جلسات عائلية؟
- هل التوصيل متاح في حيّي؟
- متى يغلق المطبخ؟
- هل العرض يشمل المشروبات؟
إجابتك المسبقة تختصر زمن القرار، وتُشعر العميل بالثقة والجاهزية.
توقيت الحملة أهم مما تتصور
في السوق السعودي، وقت النشر نصف النجاح، والأخير يتطلب توظيف التوقيت بذكاء:
- وقت الغداء (11:30 ص – 1:30 م)
- بعد صلاة العشاء وحتى منتصف الليل
- بداية الشهر ورواتب الموظفين
- عطلات نهاية الأسبوع والمواسم
- مع المباريات أو الأحداث الاجتماعية
تذكر أن التوقيت الجيد يجعل إعلانك “يناسب المزاج”، وليس فقط الوجبة.
اجمع بيانات العملاء حتى لو لم يطلبوا
لا تترك الفرصة تذهب هباءً إن لم يتم الطلب، يمكنك جمع بيانات الزوّار بشكل ذكي وغير مزعج عبر:
- نموذج اهتمام بسيط (الاسم والجوال)
- الاشتراك في عرض خاص
- كود خصم مقابل التسجيل
هكذا يمكنك استهدافهم لاحقًا برسالة مخصصة أو عرض حصري.
التقييمات: عملة تسويق مجانية هل تستغلها بما يكفي؟
بحسب دراسات أكثر من 70٪ من العملاء يتفقّدون التقييمات قبل الطلب أو الحجز، لذلك:
- كن حاضرًا على Google Maps ووسائل التقييم
- اطلب تقييمًا بأدب بعد التجربة
- راقب التقييمات وردّ عليها بلغة احترافية
التقييم الإيجابي قد يجلب لك 10 عملاء والسلبي قد يُفقدك 100 إن لم تتعامل معه بذكاء.
لا تعتمد على إعلان واحد فقط: اختبر دائمًا
اختبار نسختين من نفس الإعلان (A/B Test) يمكن أن يكشف فروقات كبيرة في الأداء:
- جرب صورتين مختلفتين لنفس العرض
- بدّل العنوان أو الدعوة للإجراء
راقب التفاعل والنقرات، واستخلص ما يُجدي أكثر ذلك أن الإبداع في الإعلان لا يعني العشوائية بل التجريب الذكي.
في الختام بتّ متأكدًا أن كل حملة ناجحة تبدأ بإعلان جيد، لكنها لا تنجح إلا حين تُصمَّم لتُقنع، تُسهِّل، وتُحوّل النية إلى فعل، فكّر دائمًا بتفاصيل العميل الصغيرة فهي ما يصنع النتيجة الكبيرة.
اعرف هدفك، صمّم رسالتك بذكاء، واجعل كل نقرة بداية لعلاقة أطول من وجبة علاقة عميل يعود، ويقيّم، ويُوصي بك.
والأهم تذكر دائمًا أن الطلب يبدأ بإعلان، لكن الولاء يُبنى بالتفاصيل.
المصادر:
7 Restaurant Marketing Objectives for Faster, Easier Growth.
Restaurant advertisement: growing awareness of your brand | Grubhub
How do restaurant reservations work & how to get more.
9 Tips on How to Create the Best Restaurant Social Media Campaigns
The Ultimate Guide To Restaurant Reservation System In 2025
What is Restaurant’s Front Of House-Everything You Should Know
A Complete Guide to Develop a Restaurant Reservation System
Digital Marketing for Restaurants: Definition, Tips and Examples