<linearGradient id="sl-pl-stream-svg-grad01" linear-gradient(90deg, #ff8c59, #ffb37f 24%, #a3bf5f 49%, #7ca63a 75%, #527f32)

مدونة ماتركس

إعلانات العطور: كيف تصنع إعلانًا يمكن شمه من وراء الشاشة؟

أخبرني، كيف تبيع شيئًا لا يستطيع العميل رؤيته على الطبيعة، ولمسة، وشمه والإحساس به؟ لا، ليست خدعة سحرية إنها ببساطة وظيفتك كمسوّق عطور.

في عالم مزدحم بالمنتجات، تأتي إعلانات العطور لتتحدّى قوانين التسويق كلها، أمامك عطر برائحة لا تصل للعميل، ومطلوب منك أن تجعله يشعر بها بل يرغب بها، ويشتريها بثقة، وكأنّه جرّبها ميدانيًّا.

تحدٍ؟ بالتأكيد، مستحيل؟ أبدًا، كل ما تحتاجه هو أن تفكّر بالحواس، لا بالمواصفات، أن تتحدث بالصور، لا بالأرقام، أن تكتب بلهجة الرغبة، لا بلغة البيع.

في هذا المقال، نأخذك خطوة بخطوة إلى عمق اللعبة:

  • كيف تُفكّك هوية العطر؟ كيف تبني له قصة بصرية؟
  • كيف تختار كلماته، ألوانه، جمهوره، وحتى منصّاته؟

ولأنك مسوّق، فكل سطر هنا كُتب ليحاكي السوق الذي تعرفه، والذوق الذي تتعامل معه يوميًا.

جاهز؟ خذ نفسًا عميقًا واستعد لنفحات من الإبداع التسويقي.

فهم إعلانات العطور

إذا كنت تظن أن التحدّي بدأ حين حاولت ابتكار فكرة إعلانات العطور فأنت على وشك أن تكتشف أن هذا كان مجرّد “بخّة أولى”!

بعد أن فهمنا في المقدمة أن العطر يُسوّق دون أن يُشمّ، حان الوقت لنفهم:

  • ما الذي يجعل تسويق العطور مختلفًا عن غيره؟
  • ما هي القواعد التي تُكسر؟
  • وما الأدوات التي تُستخدم لتعويض الحواس الغائبة؟

هذا ما سنفصّله الآن، بدءًا من أهم مبدأ في هذا المجال

إعلان العطر لا يبيع “رائحة”.. بل “إحساسًا”

أكثر الإعلانات نجاحًا لا تشرح مكونات العطر (فانيليا؟ مسك؟ بخور؟)، بل تنقل حالة شعورية كاملة:

  • هل يشعر المستخدم بالفخامة؟
  • بالحرية؟
  • بالقوة؟
  • أم بالرقة والأنوثة؟

اسأل نفسك كمسوّق: “ما الذي يريد العميل أن يشعر به حين يضع هذا العطر؟”، إنها ليست إجابة سهلة، لكنّها بداية الطريق لإعلان ناجح.

صور تلامس الحواس.. بدل الرائحة الغائبة

مادامت الرائحة غير متاحة، فالصورة تتكفّل بالباقي، حيث تلعب هنا دور “الحاسة التعويضية”.

  • امرأة تمشي على شاطئ الغروب؟ هذا عطر “نسمات الصيف”.
  • رجل بثوب سعودي فخم في قصر عريق؟ هذه “الهيبة الشرقية”.

وفي السوق السعودي، المعروف بحساسيته البصرية العالية، يمكن للصورة المرفقة بصوت عميق أو موسيقى حالمة أن تستثير المشاعر وتخلق رغبة فورية حتى دون معرفة الرائحة نفسها.

القصة تتفوّق على الرائحة

 العلامات التجارية الكبرى لا تبدأ من الزجاجة بل من القصة، تخيل هذا النص الإعلاني: “عطر وُلد في نجد، واستُخلص من زهر البرتقال ومسك الغزال، ليعبّر عن شخصية لا تُنسى”.

  • هل شممت العطر؟ لا.
  • هل شعرت به؟ ربما نعم.
  • هل انجذبت؟ على الأغلب.

في السعودية، حيث يرتبط العطر بالهوية والمكانة الاجتماعية، تتحوّل القصة إلى أداة تسويق أقوى من أي مكون عطري.

كيف تسوّق لعطر لا يُشم؟

هذه بعض الأساليب العملية التي أثبتت فعاليتها:

  • إرسال عينات مجانية مع الطلبات أو عبر الشحن.
  • استخدام لغة “حسية” في الوصف: غامض، دافئ، فاخر، قوي.
  • عرض تجارب العملاء الواقعية: “ريحته فخمة كأنك شاري عطر من باريس بـ700 ريال!”
  • الاستفادة من فيديوهات TikTok وInstagram التي تنقل الشعور، لا الرائحة، من خلال الإضاءة، الموسيقى، وحركة العارض.

الذوق السعودي ليس واحدًا

من المهم ألا تفترض أن جمهورك “كلّه يحب العود”، في السعودية، جمهور العطور يتنوّع بين:

  • عشّاق الروائح الشرقية الكلاسيكية (العود، العنبر).
  • محبّو العطور الغربية الفاخرة.
  • جيل شاب يبحث عن تجربة جريئة تعبّر عن “ستايله” الرقمي.

لهذا، تجنّب الرسائل العامة، افهم الشريحة، ثم اصنع إعلانًا “يناسب أنفها”.

انطلق من العطر: تحديد هوية العطر وجمهوره

حسنًا، الآن بعد أن فهمنا أن إعلانات العطور لا تُباع برائحتها، بل بما تُشعرنا به

نأتي للسؤال الأهم: عطر مَن هذا؟ ومن الذي سيتأثر به؟

في عالم التجارة الإلكترونية، لا يكفي أن تصف العطر بأنه “فاخر” أو “عميق”، بل يجب أن تضعه داخل حياة العميل وكأنه كُتب له شخصيًا.

وهنا يبدأ دورك كمسوّق أن تحوّل العطر من منتج في زجاجة إلى هوية عاطفية يراها الزبون في نفسه.

العطر كتجربة شخصية، لا منتج تجميلي

العطر في الإعلانات الناجحة لا يُقدَّم كرائحة فحسب، بل كشعور مُتخيّل: “هذا العطر يشبه أول شتاء في الرياض.. ناعم، دافئ، وفخم”.

هكذا يشعر العميل أنه لا يشتري شيئًا غريبًا، بل يشتري نسخة معطّرة من مزاجه الخاص.

ولتعزيز هذا الشعور:

  • استخدم نماذج تفاعلية داخل الموقع لاختبار “الذوق العطري” للعميل.
  • اصنع قصة أصلية لكل عطر: من أين جاء، ما حالته المزاجية، من يناسب؟
  • اربط العطر بهوية سعوديّة مألوفة: عطر شرقي بطابع ملكي؟ أو عطر فرنسي برائحة تمر ومسك؟

التصميم البصري كأداة لتعويض الحواس

تخيل أنك تمسك هاتفك الآن وتتصفح متجرًا للعطور، هل تشم العطر؟ طبعًا لا، لكن هل ترى ألوانًا، خطوطًا، صورًا، فيديوهات تجعلك تتخيّل الرائحة؟ هذا هو المطلوب.

يجب أن يتماشى التصميم مع مزاج العطر:

  • الذهبي = فخامة شرقية
  • الأزرق الفاتح = انتعاش ونقاء
  • الأسود = قوة وغموض

وأضف إلى ذلك، وصفًا حسيًا مثل “نغمة العنبر في هذا العطر تُشبه العود الفاخر، ولكن بأنوثةٍ ناعمة”، كذلك فيديو قصير يجمع بين:

  • صورة العبوة
  • موسيقى هادئة
  • حركة بطيئة تُظهر فخامة التفاصيل

في السوق السعودي، هذه اللغة البصرية لها وقع خاص فالجمهور ينجذب للتصميم قبل أن يقرأ الوصف.

العيّنات: الجسر بين الشكّ والثقة

لنكن صادقين.. العميل السعودي يحب العطور، لكنه لا يغامر بسرعة، وهنا يأتي دور العيّنات الذكية:

  • أرفق عيّنة مجانية مع الطلب (حتى لو لعطر مختلف).
  • أضف خيار “جرّب قبل الشراء” للطلبات الأعلى من قيمة معينة.
  • حوّل العيّنة إلى فرصة حوار: “جرّبت عطرنا؟ شارك رأيك واحصل على خصم خاص للطلب القادم”.

العيّنات ليست فقط وسيلة لتجربة المنتج، بل هي أداة لبناء ولاء طويل الأمد.

في إعلانات العطور، تحديد الجمهور لا يعني استهداف “النساء فوق 25 عامًا”، بل يعني أن تصنع عطرًا يشبههنّ، يتكلم لغتهنّ، ويعبّر عنهنّ.

السرد البصري: تحويل الرائحة إلى حسّ بصري

الآن بعد أن حددنا هوية العطر وجمهوره، يأتي السؤال الطبيعي: كيف نُظهر هذه الهوية في إعلان لا يحمل رائحة؟

هنا تبدأ متعة اللعب بالتفاصيل، في السوق السعودي، لا يشتري الناس العطر لمجرد أنه “يعجبهم”، بل لأنهم شعروا أنه يحكي عنهم.

وهنا تأتي قوة القصة، لا كمجرد خلفية بل كوسيلة بيع.

اربط العطر بذاكرة سعودية مألوفة

أفضل إعلانات العطور لا تشرح التركيبة، بل توقظ الحنين.

  • جرّب هذا المثال: “رائحة تشبه دفء مجالس الشتاء، مع بخور العود… وكأنك في ضيافة قلب”.
  • أو هذا: “ذكريات أول موعد… تختبئ في أول رشة”.

هكذا، يتحوّل العطر من زجاجة إلى باب مفتوح على الذكريات، والعميل السعودي، بطبعه، ينجذب لكل ما يُشبه وجدانه.

صِغ القصة بلغة بصرية ودع الصور تتحدث

إذا خانك النص، فالصور تُنقذك، والإعلان البصري الفعّال لا يشرح، بل يُلمّح.

تخيّل مشهدًا في إعلان لعطر نسائي:

  • امرأة سعودية تمشي بثقة، ينساب خلفها دخان عنبر بلون ذهبي دافئ.
  • لقطة لسماء الرياض وقت الغروب، ثم عبارة تظهر: “من هذه اللحظة… لكِ عطر يُشبه توقيعك”.

الفكرة هنا ليست في الألوان فقط، بل في أن كل لقطة تُفجّر شعورًا، أنت لا تبيع صورة بل تخلق خيالًا يعيش في عقل العميل، ويُربط باسم العطر.

امنح العطر شخصية وهوية

العطر ليس فقط “مكونات” بل شخصية كاملة، هل هو واثق؟ مغامر؟ هادئ؟ كلاسيكي؟

ضع هذا في الاعتبار عند صياغة النص أو بناء التصميم:

  • “عطر للرجال الذين لا يرفعون صوتهم… لأن حضورهم يكفي”.
  • أو: “عطر يهمس لا يصرخ… تمامًا كأناقتك”.

لبناء هوية متكاملة، استخدم لوحة Moodboard تتضمن:

  • ألوان العطر
  • خط الإعلان
  • كلمات مفتاحية تمثل شخصيته
  • مزاج عام يتكرر في كل ظهور له

وبذلك، يتحوّل الإعلان من قطعة تسويق إلى تجربة قابلة للعيش.

إعلانات العطور لا تُباع… بل تُروى، وكلما كانت القصة أصدق، والمشهد أذكى، والهوية أوضح زادت فرصة أن يقول العميل: “هذا العطر… يشبهني تمامًا”.

اقرأ أيضًا:

البعد الآخر للـ SEO: كيف تهيئ موقعك للظهور في اقتراحات الذكاء الاصطناعي؟

تطبيقات سلة: تطبيقات لا غنى عنها لمتجرك على سلة

تطبيقات زد: تطبيقات لتحسين أداء متجرك

كتابة إعلان قصير يحقق مبيعات: خطة 3-3-3 لنجاح إعلاناتك

كتابة نصّ الإعلان: كلمات تُلامس المشاعر

الآن وقد صنعت القصة، وحدّدت هوية العطر، ورسمت صورته في ذهن العميل، يأتي الدور الأهم: كيف تعبّر عن كل ذلك بالكلمات؟

في عالم إعلانات العطور، لا مكان للوصف الفني الجاف من نوع: “أو دو برفيوم يحتوي على الفانيلا والعنبر”، هذا قد يناسب بطاقة منتج في قاعدة بيانات… لكنّه لا يبيع.

المطلوب هنا كلمات تُحرّك مشاعر العميل، تلامس خياله، وتثير رغبته.

الرغبة: اكتب ما يتمنّاه العميل لا ما يعرفه

بحسب خبراء تسويق النص الإعلاني لا يجب أن يصف المنتج، بل يجب أن يصف ما يمنحه لك.

بدل أن تقول “عطر شرقي بنفحات العود”، قل:

  • “رائحة تشبه حلمك الذي لم تُخبر به أحدًا”
  • “عطر يُشبه لحظة وصولك… لا أحد ينساها”.

كأنك تكتب رسالة سرّية بين العطر والعميل لا شرحًا، بل وعدًا شعوريًا.

الفضول: لا تشرح كل شيء اترك فراغًا جذّابًا

من خلال بعض التحليلات، تبيّن أن الإعلان الناجح يُبقي جزءًا من القصة غامضًا، العميل لا يريد كل الإجابات دفعة واحدة، هو يريد أن يكتشفها بنفسه.

أمثلة على ذلك:

  • “سرّ لا يُكشف إلا عند أول رشة…”
  • “ما الذي يجعل هذا العطر يسبقك بخطوة؟”

الفضول هنا يُشعل الرغبة. وبدل أن تسرد كل التفاصيل، اترك نافذة مفتوحة ودع العطر يتحدّث لاحقًا.

الهوية: اجعل العطر مرآة للذات

ما يُباع في إعلانات العطور ليس فقط الرائحة، بل الشعور بأن هذه الرائحة تمثّلك.

وفق دراسات متقاربة، الإعلان الذي ينجح هو الذي يجعل العميل يقول: “هذا العطر… أنا”.

أمثلة:

  • “عطر للمرأة التي لا تحتاج إذنًا لتُعلن حضورها”.
  • “للرجل الذي يعرف أن الهدوء… أحيانًا أقوى من الصراخ”.

الرسالة هنا ليست دعائية، بل هوية معبّرة، كأنك لا تبيع عطراً، بل “نسخة متقدمة” من العميل نفسه أو بما يرغب أن يكونه.

في إعلانات العطور، لا تكتب كما لو كنت تشرح منتجًا، بل كأنك تهمس بسرّ، أو تكتب رسالة حب، أو ترسم صورة في خيال صديق.

الهوية البصرية: الألوان والصور تصنع السحر

بعد أن همسنا بالكلمات، وجّهنا المشاعر، وصغنا قصة العطر، يأتي الآن دور البطل الصامت في إعلانات العطور: الصورة التي تُلتقط قبل أن تُقرأ الكلمة، ما يجعل منها وسيلة تسويقية فعّالة تنقل “شخصية العطر” وتُقرّب الشعور من خيال العميل.

 لون العطر يتكلم… فلا تدعه يهمس خطأً

اللون هو أول ما “يُشمّ” بصريًّا في متجر العطور الرقمي، لذلك، عليك أن تختار اللون الذي يُمثّل شخصية العطر، وليس فقط شكله.

  • ألوان داكنة (أسود، ذهبي، خمري): تعني الفخامة، العطور الشرقية، والسهرات.
  • ألوان زاهية (وردي، أزرق سماوي، برتقالي): توحي بالانتعاش، العطور الصيفية، والستايل الشبابي.
  • ألوان نيود (بيج، عاجي، رملي): تشير إلى النعومة، البساطة، والعطور اليومية الراقية.

الصورة ليست إعلانًا… بل مشهدًا شعوريًا

الإعلان البصري الناجح لا يُظهر الزجاجة فقط، بل يبني “لوحة مزاج” Moodboard تعكس حالة العطر.

مثال:

  • مشهد غروب دافئ لعطر يحتوي عنبرًا ناعمًا.
  • لقطة درامية لرجل سعودي في مرآب مضاء بنور خافت وهو يرشّ عطراً.
  • امرأة تمشي وسط صحراء ساكنة… ترافقها عبارة: “حريّتك… لها رائحة”.

بهذه الطريقة، تصبح الصورة جسرًا شعوريًا يوصل المزاج العام للعطر، دون الحاجة لوصف طويل.

الاتساق البصري… هو ما يجعل العطر يُصدّق

كثير من العلامات تقع في فخ “كل إعلان له طابع مختلف”، والنتيجة ضياع الهوية، وانخفاض الثقة.

الحفاظ على اتساق بصري بين:

  • تصميم الزجاجة
  • أسلوب التصوير
  • واجهة المتجر
  • محتوى Instagram

… يُنتج تأثيرًا أقوى بكثير مما يبدو للوهلة الأولى:

  • يزيد الثقة بالعلامة
  • يجعل العطر يبدو أعلى قيمة
  • ويساعد العملاء على تذكّره وربطه بشعور ثابت

في إعلانات العطور، الهدف ليس أن يرى العميل العطر بل أن يرى نفسه بعد استخدامه، ولذلك، تصبح الصورة، والألوان، والتصميم، أدوات لا تُجمّل المنتج فقط بل تُقنع العقل، وتُحرّك الحواس، وتُغري القلب بالشراء.

قوة القصة: كيف تروي إعلانًا عطريًا يستوقف الأنفاس

بعد أن رسمت الهوية البصرية لعطرك، واخترت ألوانه وصوره بدقة، يبقى السؤال: هل اكتفى العميل بالمشهد؟ أم أنه ما زال يبحث عن “الحكاية” التي تجعله يشعر أن هذا العطر يخصّه؟

في إعلانات العطور، القصة ليست “تفصيلًا إضافيًا”، بل أحيانًا تكون العطر نفسه، فحين تعجز عن إيصال الرائحة، تتيح القصة للعميل أن يشمّ المشهد بعينيه… ويتخيله بقلبه.

كل عطر هو بطل رواية قصيرة

الإعلان العطري الفعّال لا يبدأ من الزجاجة، بل من شخصية العطر، اسأل نفسك:

  • هل هذا العطر مغامر؟
  • كلاسيكي؟
  • هادئ وواثق؟
  • جريء؟

حين تُجيب، تكون قد عثرت على بطل قصتك.

مثال: “هي لم تكن تبحث عن شيء… حتى وجدها هو، برائحة البحر ودفء المسك”

بهذا النص، يتحوّل الإعلان من وصف رائحة إلى حالة شعورية بالكامل، والعميل لا يرى المنتج فقط، بل يرى نفسه داخله.

القصة تُشعل الخيال… وتحرّك قرار الشراء

هل يحتاج العميل أن يعرف “النوتة العليا” أو “المكوّنات القاعدية”؟ غالبًا لا، لكنه يحتاج أن يصدّق أن هذا العطر قد يكون قصته القادمة.

بحسب دراسات الإعلانات العطرية التي تروي قصصًا عاطفية (حب، حرية، مغامرة…) تزيد معدّل التفاعل بنسبة 35% مقارنة بالإعلانات التقليدية.

وفي السوق السعودي، حيث للرمزية دور كبير، تصبح القصة فرصة لصنع رابط شخصي:

  • رجل يرتدي شماغه، يسير في سوق شعبي بنكهة الذكريات.
  • أو امرأة تنزل من سيارتها في ليالي الرياض، ووراءها أثر من العود الممزوج بالثقة.

هكذا، يتحوّل الإعلان من صورة تُعرض… إلى مشهد يُعاش.

في إعلانات العطور، لا تشرح العطر احكِه، اكتب له قصة، فالرائحة تُنسى بينما القصة أول ما يُشمّ، وآخر ما يُنسى.

تخطيط الوسائل: أين يُعرض إعلان العطر؟

بعد أن نسجت قصة العطر وصورته، يبقى السؤال الذهبي لأي مسوّق، أين أعرض الإعلان حتى “تصل” رائحته للجمهور؟

في عالم إعلانات العطور، اختيار القناة المناسبة قد يصنع الفرق بين إعلان “ينسى” وآخر “يُحسّ”.

وفق دليل بيع العطور إلكترونيًا، إليك أبرز القنوات واستخداماتها حسب السوق والميزانية:

المنصات الاجتماعية للانطباع السريع والتفاعل

  • مثالية للفيديوهات القصيرة والمؤثرة بصريًا بالعموم
  • TikTok وInstagram فعّالتان لجذب الجيل الشاب
  • مثالية لعطور الهوية والمغامرة والموضة بالعموم

الإعلانات المدفوعة على Google ومحركات البحث

  • جيدة للعطور التي يبحث عنها العملاء مباشرة
  • تعمل جيدًا مع استراتيجيات SEO وتسويق المحتوى

المجلات المطبوعة والمنصات الفاخرة

  • مناسبة للعطور الراقية والموجهة للنخبة
  • تضيف لمسة من الفخامة والجدّية للإعلان
  • الأفضل استخدامها مع صور عالية الجودة وقصة مميزة

التلفاز أو يوتيوب (حسب الميزانية)

  • يُستخدم للإعلانات القصصية الطويلة أو الحملات الكبيرة
  • يوصل رسالة قوية ولكن بتكلفة أعلى

في إعلانات العطور، لا يكفي أن يكون الإعلان جميلًا بل يجب أن يُعرض في المكان الذي يشمّه فيه جمهورك، ولو بعينيه، اختر القناة كما تختار العطر: بعناية، حسب المناسبة، والمزاج، والتأثير المطلوب.

استراتيجيات SEO لإعلانات العطور

جميل أن تصنع إعلانًا بصريًا رائعًا لعطر جديد، لكن إن لم يجده العميل في أول نتائج البحث؟ فهو، ببساطة، كأنك لم تعلن أصلًا.

هنا يدخل SEO على الخط ليس كإجراء تقني ممل، بل كجزء ذكي من إستراتيجية إعلانات العطور، ويؤكد الخبراء أن تحسين الظهور الإلكتروني يضاعف فرص البيع بشكل مباشر، خاصة في المنتجات العاطفية كالعطور.

إليك ثلاث خطوات حيوية لتحسين ظهور عطرك في محركات البحث:

تحسين المحتوى: لا تكتفِ بالعطر، عطّـر النص أيضًا

  • استخدم الكلمة المفتاحية “عطر”، أو اسم العطر، في العنوان، والمقدمة، والوصف.
  • اكتب وصفًا غنيًا لغويًا، يحفّز الخيال، ويجيب على نوايا البحث مثل: “أفضل عطر شرقي للرجال في المناسبات الخاصة”.
  • ضمّن أسئلة يبحث عنها المستخدمون مثل:و”ما هو الفرق بين العطر والبارفان؟”.

بهذا، يصبح المحتوى جزءًا من تجربة الشراء، لا مجرد واجب لغوي.

الروابط الخلفية: ابحث عن ثناء الآخرين

الروابط الخلفية (Backlinks) من مواقع موثوقة في مجالك (الجمال، الموضة، التسوق) ترفع تصنيف متجرك في Google، وتعزز الثقة في علامتك.

جرّب:

  • التعاون مع مدونات ومجلات تجميل سعودية
  • إرسال عينات لمراجعة العطر
  • إنشاء محتوى قابل للمشاركة (مقارنات، قوائم، دليل اختيار العطر حسب الشخصية)

تذكّر الناس يثقون بما يقوله الآخرون أكثر مما تقوله أنت!

التحسين التقني: لأن العميل لا ينتظر تحميل موقعك

  • اجعل موقعك سريع التحميل، خاصة على الجوال
  • تأكّد من التصميم المتجاوب مع كل الأجهزة
  • رتّب المنتجات والفئات بطريقة واضحة وسلسة

العميل يتسوّق بسرعة والعطر الذي يتأخر بالظهور، غالبًا يُستبدل بغيره!

كما أن العطر يُباع عند أول رشة، المحتوى يُقرأ عند أول نتيجة بحث، والذكاء هنا؟ أن تُعطّر تجربة العميل من Google وحتى السلة.

مؤشرات قياس نجاح إعلانات العطور

بعد كلّ هذا الإبداع البصري واللغوي، قد تسأل نفسك، هل إعلان العطر فعليًا ناجح؟ أم أنه فقط جميل؟ في عالم إعلانات العطور، لا تكفي الأناقة وحدها.

بل نحتاج إلى لوحة تحكّم تقول لك بلغة الأرقام: من شاهد؟ من نقر؟ من اشترى؟ ومن تجاهل؟

وهنا يظهر دور التحليل التسويقي كأداة لا تكتفي بالإعجاب، بل تطلب دليلًا مقنعًا على النجاح.

من شاهد ومن تحرّك؟ (نسبة النقر CTR)

أول إشارة حياة في أي حملة إعلانية؟ عدد الأشخاص الذين رأوا الإعلان مقارنة بمن نقروا عليه.

إذا كان عدد المشاهدات مرتفعًا، لكن التفاعل منخفض، فربما:

  • النص لا يثير الفضول
  • الصورة لا تلمس المشاعر
  • أو العنوان ببساطة لا “يُشمّ”

خبراء التسويق ينصحون بتجربة كلمات مألوفة في السوق السعودي مثل: “فخامة”، “عود”، “رائحة شرقية” فهي مفاتيح تفتح باب الانتباه بسرعة.

من تفاعل… ولماذا؟ (معدل التفاعل Engagement)

المشاهدة لا تكفي، المهم أن يمدّ المتلقي يده ويعلّق أو يشارك أو يحفظ، خبراء في المجال لاحظوا أن الإعلانات التي تضمنت:

  • فيديوهات بصرية فيها حركة زجاجة العطر وموسيقى ناعمة
  • أو أسئلة تفاعلية مثل: “أي عطر يُشبه شخصيتك؟”

… كانت أكثر قدرة على إشعال المحادثة، ورفع التفاعل بشكل طبيعي.

من اشترى فعلاً؟ (معدل التحويل Conversion)

الهدف في النهاية؟ ليس فقط الإعجاب، بل الشراء. وهنا يُنصح دائمًا باستخدام عبارات مباشرة مثل، “اطلب الآن”، “الكمية محدودة”

أو ربط الإعلان بسياق محلي مثل:

  • “رمضان يبدأ بعطر مختلف”
  • “استعد للعيد… بعطر يُشبه حضورك”

الإعلانات المرتبطة بالمواسم دائمًا ما ترفع احتمالية اتخاذ القرار، خاصة في السوق السعودي حيث الإيقاع الموسمي مؤثر في السلوك الشرائي.

متى يتفاعل جمهورك؟ وأين؟

  • هل جمهورك يتفاعل أكثر في المساء؟
  • هل يستخدم الجوال أم الحاسوب؟

هذه الأسئلة البسيطة تصنع فارقًا كبيرًا، بعض الحملات اكتشفت مثلًا أن النساء يتفاعلن مع إعلانات العطور بين 8–11 مساءً، بينما الرجال يميلون للتفاعل في فترة الظهيرة.

تخطيط توقيت الحملة بناءً على هذا السلوك يرفع العائد دون زيادة الميزانية.

ختامًا، في عالم لا تُشمّ فيه الروائح عبر الشاشة، تصبح إعلانات العطور فنًّا بصريًا، لغويًا، وعاطفيًا، والمسوّق الذكي هو من يجعل العميل يشمّ الإعلان بعينيه… ويشعر بالعطر قبل أن يلمسه.

بين القصة، والصورة، والكلمة، والتوقيت الإعلان الناجح ليس فقط من يُشاهَد بل من يُحسّ ويُقتنى.

المصادر:

Essential Marketing Strategies for Your Perfume Business

Perfume Marketing Strategy: 8 Ways to Sell More

Beyond Samples: A New Approach To Fragrance Marketing | Odore Blog

Adapting Scent Marketing Strategies for E-commerce

7 Promotion Ideas For Perfume & Fragrance Retailers

Perfume Brand Storytelling: The Art of Perfume Brand Storytelling: Lessons for Business Leaders

7 Must-Apply Emotional Triggers For Your Copywriting – The Blank Pad

How to write emotionally charged ad copy and improve ad performance

The Art of Scent: Marketing Strategies for the Fragrance Industry

WHAT PERFUME ADS TEACH US ABOUT BRAND STORYTELLING

How to Sell Perfume Online: Beginner’s Guide (5 Top Platforms)

Perfume Marketing Strategy: 8 Ways to Sell More

أحدث المقالات

كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ
كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ