<linearGradient id="sl-pl-stream-svg-grad01" linear-gradient(90deg, #ff8c59, #ffb37f 24%, #a3bf5f 49%, #7ca63a 75%, #527f32)

مدونة ماتركس

علم الألوان في التسويق: كيف تختار ألوانك لزيادة المبيعات؟

قد لا ينظر العميل إلى شعارك أكثر من ثلاث ثوانٍ لكنها كافية تمامًا ليقرّر هل يثق بك؟ هل يشعر أنك تفهمه؟ هل يرغب في أن يشتري منك؟ العجيب أن كل ذلك لا تحدّده الكلمات، بل تحدّده الألوان.

في عالم التسويق، لا مكان للعشوائية، الألوان هنا ليست مسألة ذوق شخصي أو محاولة لإرضاء العين، بل هي مفتاح نفسي وسلوكي لبناء هوية تجارية متماسكة، تربط بين شخصية العلامة، وانطباع الجمهور، وقرار الشراء.

المستهلك اليوم أصبح أكثر وعيًا، وأشد حساسية تجاه التفاصيل البصرية. لم يعُد اللون الأحمر يعني “تخفيض” فقط، ولا الأزرق “احترافية” وحسب، بل صار لكل لون قصة، ولكل قصة تأثير مباشر على ربحك وخسارتك.

في هذا المقال، سنكشف خفايا علم الألوان في التسويق، ونرسم معًا لوحة استراتيجية تمكّنك من اختيار الألوان التي لا تزين مشروعك فحسب، بل ترفع مبيعاتك، وتبني ولاءً طويل الأمد.

هيّا بنا نبدأ الرحلة ونتعلّم كيف نجعل الألوان تعمل لصالحنا، لا ضدنا.

لماذا الألوان عنصر حاسم في التسويق؟

بعد أن فهمنا أن الألوان تتحدث بلغة غير منطوقة، قد تتساءل: ما الذي يجعلها بهذه القوة في عالم التسويق؟ الإجابة ببساطة لأن اللون يسبق الكلمة، ويتحدث إلى عاطفة العميل قبل أن تبدأ أي رسالة تسويقية فعلية.

تأثير اللون على المشاعر والقرار الشرائي

تشير الأبحاث إلى أن الناس يتخذون قرارات أولية حول المنتج أو العلامة التجارية خلال أقل من 90 ثانية، وأن بين 62% إلى 90% من هذا الانطباع يعتمد فقط على اللون.

وإليك كيف يتدخل اللون في عقل العميل:

  • ينشّط الاستجابة العاطفية: فالأحمر يرفع معدل ضربات القلب، بينما الأزرق يبعث على الطمأنينة.
  • يرسم الانطباع الأول: قبل أن يقرأ العميل أي نص، يكون قد حكم على علامتك من خلال ألوانها.
  • يؤثر في القرار الشرائي: لون زر “أضف إلى السلة” قد يرفع أو يهبط معدّل التحويل (Conversion Rate).

بمعنى آخر، اللون هو أول “مندوب مبيعات” يقابل العميل، وأحيانًا الوحيد!

الفرق بين التصميم الجذّاب والعلامة التجارية المؤثّرة

من السهل أن نصمّم إعلانًا جميلًا، لكن الأصعب هو بناء علامة تجارية راسخة في ذهن العميل، وهنا يأتي دور اللون كعنصر استراتيجي لا مجرّد خيار جمالي:

  • التصميم الجذّاب يلفت النظر، لكن التناسق اللوني الذكي يبني الثقة.
  • ألوان متناسقة ومدروسة تخلق شخصية للعلامة، بينما الألوان العشوائية تبعث برسائل متضاربة.

في السوق السعودي، حيث الذوق البصري في تطوّر مستمر، صار العميل يميز بين من يمتلك هوية، ومن يجرّب حظّه.

في عالم التسويق الحديث، اللون ليس مجرّد زينة بل وسيلة اتصال فعّالة تختصر الكثير من الكلام، وتؤثّر في القرار الشرائي من أول نظرة، ومن يتقن هذه اللغة البصرية، يخطو بثقة نحو بناء علامة تجارية قوية ذات هوية واضحة وتأثير بصري دائم.

ما هو علم الألوان في التسويق؟ (Color Psychology in Marketing)

بعد أن فهمنا أن اللون ليس مجرد شكل، بل رسالة بصرية تختصر الكثير من الكلام، يصبح من الضروري التوقف عند الأساس العلمي الذي يمنحه هذه القوة. هنا يأتي علم الألوان في التسويق، وهو ليس مجرد اتجاه عصري في التصميم، بل علم حقيقي يُوظَّف بعناية للتأثير في الجمهور وتحفيزه.

ما المقصود بعلم نفس الألوان؟

علم نفس الألوان هو فرع من علم النفس يدرس كيف تؤثر الألوان على مشاعر الإنسان وسلوكياته، وفي عالم التسويق، تُستخدم هذه المعرفة لصناعة انطباعات دقيقة، مثل إثارة الحماس، تعزيز الثقة، أو خلق إحساس بالهدوء، وكل ذلك دون قول كلمة واحدة.

إنه علم يُترجم فيه اللون إلى مشاعر، والمشاعر إلى قرارات، والقرارات إلى مبيعات.

كيف يتفاعل الدماغ مع الألوان؟

الألوان لا تُرى فقط، بل تُشعَر. فعندما يرى العقل البشري لونًا ما، يستدعي مباشرة مشاعر وتجارب مرتبطة به. على سبيل المثال:

  • الأحمر يُحفّز الانتباه والعجلة
  • الأزرق يُبثّ الطمأنينة والموثوقية
  • الأخضر يرمز إلى النمو والتوازن
  • الأصفر يثير النشاط والتفاؤل

وهذا يفسّر لماذا يُعد اختيار الألوان في المواقع والمتاجر الإلكترونية قرارًا حرجًا. إذ يمكن للتوليفة اللونية المناسبة أن تحوّل الزائر العابر إلى عميل دائم، والعكس صحيح.

اللون كجزء من هوية العلامة التجارية

اللون ليس مجرد “خلفية لطيفة” خلف الشعار. بل هو أحد أعمدة الهوية البصرية، بل وقد يكون أوّل ما يتذكّره العميل عنك.

العلامات الناجحة تدرك هذه الحقيقة، فتستخدم الألوان:

  • لتأكيد رسالتها وقيمها
  • لجذب جمهورها المستهدف نفسيًا وثقافيًا
  • ولترسيخ صورتها في السوق وسط الزحام

وهنا تبرز أهمية علم الألوان في التسويق كأداة استراتيجية لا غنى عنها في بناء حضور تجاري متماسك ومؤثّر، خصوصًا في سوق مثل السوق السعودي حيث للثقافة والذوق العام دور محوري في تفاعل الجمهور.

سيكولوجية الألوان: ماذا يعني كل لون في التسويق؟

الآن وقد فهمنا كيف يتفاعل العقل مع الألوان ويترجمها إلى مشاعر، من الطبيعي أن نحاول معرفة ماذا يعني كل لون تحديدًا وهل يمكن أن تختصر قطرة حبر واحدة رسالة كاملة؟ في الحقيقة، هذا هو جوهر علم الألوان في التسويق.

كل لون يحمل دلالة نفسية معيّنة، تؤثر في المتلقّي حتى قبل أن يدرك السبب. لذلك، من الضروري اختيار الألوان بعناية بما يتناسب مع الرسالة التي تريد إيصالها، ومع السوق المستهدف.

الأحمر: الحماس والعاطفة والعجلة

  • مثالي للعروض المحدودة أو التخفيضات.
  • يُحفّز الطاقة ويشدّ الانتباه بسرعة.
  • يُستخدم بكثرة في المطاعم أو لإبراز الدعوة لاتخاذ إجراء.

الأزرق: الثقة، الأمان، الكفاءة

  • يُوحي بالاستقرار والاحترافية.
  • مفضّل لدى شركات التقنية والخدمات المالية.
  • 40٪ من شركات Fortune 500 تستخدمه في شعاراتها.

الأخضر: الطبيعة، النمو، الصحة

  • يُربط بالمنتجات العضوية والمستدامة.
  • مناسب للعلامات التي تروّج للحياة المتوازنة والوعي البيئي.
  • يمنح إحساسًا بالسكينة والجودة.

الأصفر: التفاؤل، الإبداع، الدفء

  • لون ملفت لكنه يتطلب استخدامًا حذرًا.
  • قد يمنح العلامة طابعًا وديًا وغير رسمي.
  • يُستخدم لتوجيه الانتباه في الإعلانات والعروض.

البرتقالي: الحيوية، الحماسة، الجرأة

  • مثالي لأزرار الدعوة لاتخاذ إجراء (CTA).
  • يُوحي بالثقة والانطلاق والتجديد.
  • مناسب للعلامات الشبابية أو التي تتحدث بلغة غير تقليدية.

الوردي: الرقة، التعاطف، النعومة

  • لا يقتصر على منتجات الأطفال أو الإناث.
  • يُستخدم لإيصال مشاعر اللطف والحنان والرقي.
  • يجذب العملاء الباحثين عن التفاعل الإنساني.

البنفسجي: الفخامة، الطموح، الروحانية

  • تاريخيًا ارتبط بالملكية والترف.
  • يُوحي بالإبداع والعمق والرفاهية.
  • مناسب للعلامات التي تستهدف فئة ذات ذوق رفيع.

الأسود: الأناقة، القوة، الدراما

  • لون كلاسيكي قوي التأثير.
  • يُستخدم في التسويق العصري والفاخر.
  • يعكس السيطرة والثقة، لكنه يحتاج إلى توازن بصري دقيق.

الأبيض: البساطة، النقاء، الشفافية

  • مثالي للعلامات التي تركّز على الوضوح والمصداقية.
  • يُستخدم في تصميمات نظيفة وبسيطة.
  • يعزز الإحساس بالراحة وسهولة الاستخدام.

رغم أن بعض معاني الألوان تُعتبر عالمية، إلا أن علم الألوان في التسويق لا يمكن فصله عن السياق الثقافي.

اللون الذي يُوحي بالحياة في مكان، قد يُرتبط بالحزن في مكان آخر. لذلك من الضروري دراسة جمهورك المستهدف لفهم كيف يُفسَّر كل لون في محيطه المحلي.

كيف تختار ألوان علامتك التجارية؟

بعد أن استعرضنا المعاني النفسية للألوان وتأثيراتها، نصل إلى السؤال الجوهري: كيف تختار اللون الأنسب لعلامتك؟

الإجابة ليست وصفة جاهزة، فاختيار الألوان عملية إبداعية تعتمد على مزيج من الإدراك النفسي، فهم الجمهور، ووضوح الهوية.

ببساطة، علم الألوان في التسويق لا يطلب منك أن تحب اللون بل أن تستخدمه لصالحك.

حدّد شخصية علامتك أولًا

فكّر: هل علامتك مرحة؟ جادة؟ مبتكرة؟ تقليدية؟ ثم ضع قائمة من الصفات التي تعبّر عن شخصية مشروعك، واختر الألوان التي تعكس هذه الروح:

  • شخصية مرحة؟ تجنّب الألوان الرمادية والبنية.
  • مشروع تقني جاد؟ ربما الأزرق يناسبك أكثر.
  • تبيع منتجًا عصريًا برؤية مختلفة؟ جرّب ألوانًا جريئة خارجة عن المألوف.

تذكّر أن اللون هو “الانطباع البصري الأول” فاجعله متسقًا مع هويتك.

طابق الألوان مع جمهورك المستهدف

فهم جمهورك خطوة لا غنى عنها. هل تخاطب شبابًا؟ أمهات؟ رجال أعمال؟ الألوان تؤثر على كل فئة بشكل مختلف:

  • الروحانية؟ جرّب البنفسجي والأخضر.
  • الترفيه والشباب؟ البرتقالي والأصفر قد يكونان أقرب.
  • الجمهور المحافظ؟ الألوان المحايدة مع لمسات هادئة تكون أكثر قبولًا.

في السوق السعودي تحديدًا، يُفضّل دراسة الألوان في سياقها الثقافي، لا اعتمادًا على دلالاتها الغربية فقط.

راقب منافسيك ولكن لا تقلّدهم

انظر إلى الألوان التي تستخدمها العلامات التجارية في مجالك، هل الغالبية يستخدمون الأزرق؟ جيّد، الآن فكّر: هل تريد أن تُشبههم، أم تبرز وسطهم؟ 

  • يمكنك كسر النمط، لكن بحذر.
  • بدلًا من الأحمر الصريح، استخدم تدرجًا مختلفًا.
  • غيّر التوازن بين الألوان لتلفت الانتباه دون أن تنفر العميل.

كن فريدًا لكن منطقيًا

الفارق بين التميّز والغرابة شعرة، الابتكار مطلوب، لكن لا تجعل ألوانك تصرخ بلا سبب.

فكّر مثلًا في بعض البنوك التي كسرَت قالب “الأزرق الرسمي” واختارت أخضرًا باهتًا يُوحي بالحداثة والسهولة، مثل بنك Mint.

الفكرة ليست في كسر القاعدة، بل في كسرها بذكاء.

اختبر، غيّر، وجرّب قبل أن تعتمد

  • لا تفترض أن ما أعجبك سيفوز بقلب جمهورك.
  • اختبر عدة خيارات، وراقب التفاعل.
  • اسأل عملاءك، جرّب ألوانًا مختلفة على أزرار الشراء، وراقب النتائج.

التجربة خير برهان، والتعديل الذكي جزء من بناء علامة ناضجة.

نصائح سريعة لاختيار ألوان فعّالة:

  • لا تستخدم أكثر من 3 ألوان رئيسية
  • اختر ألوانًا متكاملة (من عجلة الألوان)
  • ثبّت هويتك البصرية في كل ما تنشره
  • ولا تعتمد على الحدس وحده، بل على بيانات حقيقية

اختيار ألوان العلامة التجارية هو ترجمة بصرية لهويتك، وجزء جوهري من علم الألوان في التسويق، اللون ليس مجرد اختيار فني، بل قرار استراتيجي يُبنى على وعي ويقودك نحو حضور أقوى وأقرب لجمهورك.

الألوان وتجربة المستخدم (UX) في التسويق الرقمي

بعد أن حدّدنا هوية العلامة واخترنا ألوانها بعناية، يحين الوقت لاختبار هذه الألوان في البيئة الرقمية، حيث تُقاس النتيجة بعدد النقرات، والزيارات المتكررة، ومعدّل التحويل لا بالأناقة فقط.

كيف تؤثر الألوان على تجربة المستخدم؟

الألوان لا تحدد فقط مظهر الموقع أو التطبيق، بل تؤثر على إحساس الزائر بالراحة، ثقته بالعلامة، واستعداده لاتخاذ خطوة.

وهذا التأثير يمكن تلخيصه في ثلاث نقاط أساسية:

  • التوجّه البصري: الألوان توجّه نظر المستخدم نحو العناصر المهمة مثل الأزرار والروابط.
  • الإدراك العاطفي: اللون يخلق “مناخًا” بصريًا، يحدد إن كان الموقع يبدو جادًا، مرحًا، عصريًا، أو حتى مزعجًا.
  • تجربة الانسيابية: تناسق الألوان يسهم في انسيابية التنقل، بينما الألوان المتضاربة تُربك وتُبعد.

ألوان أزرار الدعوة لاتخاذ إجراء (CTA)

أزرار “اشترِ الآن”، “اشترك”، أو “احجز” ليست تفاصيل تصميمية عابرة.

لون الزر وحده يمكن أن يرفع أو يهبط معدل النقرات بنسبة كبيرة! ومن أبرز الممارسات الشائعة:

  • الألوان الدافئة (كالبرتقالي والأحمر): تُستخدم لتحفيز التفاعل الفوري.
  • الألوان الباردة (كالأزرق والأخضر): تبعث على الطمأنينة والثقة، وتناسب قرارات أكثر تروّيًا.
  • التباين: زر CTA يجب أن “يصرخ بلطافة”، أي يكون بارزًا لكن منسجمًا مع هوية الموقع.

أهمية التناسق اللوني في بناء الثقة

تناسق الألوان لا يُظهر الاحتراف فقط، بل يطمئن المستخدم بشكل غير مباشر.

عندما يرى الزائر أن كل شيء متوازن بصريًا—من الخلفية، إلى النص، إلى الزر—يشعر أن العلامة التجارية منظمة، موثوقة، وتستحق التعامل.

في السوق السعودي، حيث الذوق البصري يميل نحو التوازن والبساطة، يصبح التناسق البصري ركيزة أساسية في التصميم الناجح.

اختبار الألوان لا تفترض، جرّب

أحد أهم ما يشير إليه خبراء UX في علم الألوان في التسويق، هو أن الانطباع البصري لا يُترك للتخمين.

لذلك من الضروري:

  • اختبار الألوان المختلفة (A/B Testing)
  • مراقبة تفاعل الزوار مع التعديلات
  • عدم الخوف من التجربة طالما هناك بيانات تقود القرار

أحيانًا، قد تغيّر لون الزر فقط ثم تتفاجأ بارتفاع المبيعات!

في عالم التسويق الرقمي، لا مجال للصدف اللونية، اختيار الألوان في تجربة المستخدم هو فن وبيانات، وهو ما يجعل علم الألوان في التسويق أداة استراتيجية حقيقية في تحويل التصميم إلى نتائج.

دراسات حالة (Case Studies)

وقد بتنا مدركين لأهمية الألوان في التفاعل الرقمي، حان الوقت للانتقال من النظرية إلى الواقع.

في هذا المحور، سنستعرض أمثلة حقيقية من شركات عالمية وسعودية، استخدمت علم الألوان في التسويق بذكاء لتخلق هوية قوية، وتؤثر في سلوك المستهلك بطريقة مباشرة أو حتى “غير واعية”.

كوكاكولا والأحمر: العاطفة التي لا تنام

حين ترى الأحمر القوي مع الأبيض المنحني، غالبًا ستفكر في كوكاكولا. هذا ليس صدفة:

  • اللون الأحمر يعبر عن الحماس، الطاقة، والعاطفة.
  • كوكاكولا تستخدمه لربط منتجها بمشاعر الفرح والمشاركة.
  • في الحملات الإعلانية، يترافق الأحمر مع لحظات احتفالية وعائلية، ما يعزّز الترابط العاطفي مع العلامة.

والنتيجة ارتباط اللون الأحمر بالعلامة أصبح قويًا لدرجة أن مجرد رؤيته في سياق مشابه قد يُحفّز الرغبة في الشراء.

فيسبوك والأزرق: الثقة التي تُبنى بالنظر

هل تساءلت يومًا لماذا أزرق؟ ولماذا لم يغيّر فيسبوك هذا اللون أبدًا؟

  • الأزرق في علم الألوان يرمز إلى الثقة، الأمان، والاحتراف.
  • فيسبوك اختار الأزرق ليمنح المستخدم شعورًا بالخصوصية والاستقرار في تجربة تواصل اجتماعي مفتوحة.
  • اللون ليس فقط في الشعار، بل في كل تفصيل بصري في المنصة.

استمرارية اللون الأزرق لعبت دورًا في بناء ولاء المستخدم وشعوره بالانتماء.

أمثلة من السوق السعودي: بين الذوق والثقافة

في السوق السعودي، للألوان أبعاد ثقافية ونفسية مختلفة عن السوق الغربي، وهنا يصبح فهم السياق أمرًا حاسمًا، وبحسب الأبحاث فإن:

  • الأخضر يُعد لونًا مريحًا وذو دلالة دينية، ما يجعله شائعًا في القطاعات الحكومية والبنكية.
  • الذهبي والأسود يرتبطان بالفخامة والهيبة، ويُستخدمان بكثرة في المطاعم الراقية والعطور.
  • الوردي والبنفسجي لهما قبول واسع في السوق النسائي، خصوصًا في مجالات التجميل والمناسبات.
  • الألوان الصارخة جدًا (مثل الأصفر الفاقع) قد تكون مزعجة إذا لم تُستخدم بحذر، خاصة في السياقات الرسمية.

وهذا يُبرز أهمية أن يكون استخدام اللون مبنيًا على فهم ثقافة السوق المحلي وليس فقط دلالاته العالمية.

دراسة الحالات تثبت أن الألوان ليست مجرد خلفية بصرية، بل أدوات قوية لصنع التأثير النفسي والعاطفي، ومتى ما تم استخدام علم الألوان في التسويق بذكاء، يصبح اللون صوتًا صامتًا يقود الجمهور بثقة نحو الشراء والانتماء.

أخطاء شائعة في اختيار الألوان

بعد أن شاهدنا نماذج ناجحة من استخدام الألوان، لا بد من الالتفات إلى الجانب الآخر من الصورة، لأن سوء استخدام الألوان قد يُضعف الهوية، ويشوّش الرسالة، ويجعل العلامة تبدو متخبطة أو غير احترافية.

وفي عالم علم الألوان في التسويق، الخطأ البسيط قد يكلّف الكثير، إليك أبرز الأخطاء التي يقع فيها المسوّقون:

  • المبالغة في عدد الألوان: استخدام أكثر من 3 ألوان رئيسية يشتّت الانتباه، ويفقد العلامة تركيزها البصري.
  • تجاهل ثقافة الجمهور: ما يُعتبر لونًا “جريئًا” في الغرب، قد يُفهم في السوق السعودي على أنه مبالغة أو خروج عن المألوف.
  • اختيار الألوان بناءً على الذوق الشخصي: فقط لأنك تحب البنفسجي، لا يعني أنه يخدم منتجك!
  • عدم اختبار الألوان: إطلاق التصميم دون تجريب أو استبيان آراء الجمهور، أشبه بالقفز في الظلام.

الألوان قد ترفع علامتك أو تُربكها، والمسوق المحترف لا يترك هذه التفاصيل للمزاج أو الحدس، بل يتعامل معها كجزء أساسي من استراتيجيته.

خطوات عملية لاختيار ألوان تسويقية تزيد المبيعات

الحديث النظري جميل، لكن في نهاية اليوم، المسوّق يريد خطوات واضحة، إليك خارطة طريق مختصرة، تساعدك على تطبيق علم الألوان في التسويق بشكل عملي ومدروس.

  • حدد شخصية علامتك التجارية: هل هي مرحة؟ رسمية؟ مبتكرة؟ تقليدية؟ اجعل ألوانك تعكس هذا الجوهر.
  • اربط بين اللون والمشاعر: اختر الألوان التي تثير المشاعر المناسبة لرسالتك، يعني مثلًا لو تبيع منتجات عناية طبيعية، الأخضر هو رفيقك الطبيعي.
  • اعرف جمهورك جيدًا: العمر، الجنس، الخلفية الثقافية كلها تؤثر في تقبّل اللون.
  • ادرس المنافسين، ثم خالفهم بذكاء: لا تقلّدهم، لكن لا تتجاهلهم. اختر ألوانًا تميزك دون أن تصدم جمهورك.
  • اختبر قبل أن تعتمد: أطلق نسخًا تجريبية، اسأل جمهورك، وراقب تفاعلهم. لا تعتمد على رأيك فقط.

النجاح في التسويق لا يحتاج إلى ألوان جميلة فقط، بل إلى اختيارات ذكية ومدروسة، واللون الذي يخدم هدفك، هو اللون الذي يستحق أن يرافق علامتك.

اللون ليس مجرد شكل بل استراتيجية

في كل مرحلة من رحلة العميل، يتحدث اللون قبلك، هو الذي يلفت النظر، يزرع الانطباع الأول، يبعث الثقة، أو يُشعل الحماس.

وفي السوق السعودي، حيث التفاصيل تُصنع بعناية، يصبح استخدام علم الألوان في التسويق ضرورة لا ترفًا.

  • اللون يؤثر في المشاعر والقرارات
  • الألوان تُختار بناءً على هوية العلامة والجمهور
  • اختبار الألوان خطوة لا غنى عنها
  • التناسق البصري هو صديق المصداقية
  • والأخطاء البصرية لا ترحم

في نهاية المطاف، اللون ليس مجرد خيار جمالي بل رسالة استراتيجية، والمسوق الناجح لا يختار ألوانه ليُعجب بها، بل ليُقنع بها، ويبيع من خلالها.

فإن أردت أن تُصمّم هوية تبقى، وتبيع أكثر فابدأ من حيث تبدأ المشاعر من اللون.

مقالات مفيدة:

علم النفس التسويقي: دليلك العملي لرفع مبيعات متجرك الإلكتروني بذكاء

التجارة الإلكترونية في السعودية: من أول منتج إلى أول مليون

إدارة المستودعات والمخزون في التجارة الإلكترونية: دليل عملي لحل مشاكل الطلبات والمشتريات

المصادر:

Colors for Marketing: What’s the Best Color for Your Brand? | Mailchimp

What Is Color Psychology? How To Use Color in Marketing – Shopify

Brand Color Psychology: Why Colors Matter in Brand Marketing | Indeed.com

The Psychology Of Color In UX And Digital Products — Smashing Magazine

Color Effects on Consumer Behavior in Saudi Arabia Research Paper

Why Facebook Is Blue: The Science of Colors in Marketing

أحدث المقالات

كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ
كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ