كصاحب متجر إلكتروني، غالبًا مررت بهذا التحدي: كيف أصنع محتوى جذاب من دون أن أضيع وقتي أو أستهلك ميزانية ضخمة؟ وهنا يدخل الذكاء الاصطناعي ليقول لك: “ولا يهمك، أنا جاهز”.
في زمن السرعة والمنافسة الشرسة على الشاشة الصغيرة، لم يعد التصوير الجيد كافيًا، ولا تكفي الصورة وحدها لتُقنع المتسوّق بأن يضغط “أضف إلى السلة”. صار الفيديو هو النجم الحقيقي، وخصوصًا على منصات مثل TikTok وInstagram Reels، حيث تُبنى القرارات الشرائية في غضون ثوانٍ.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة ممتعة وعملية بين أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعدك على إنشاء فيديوهات احترافية لمنتجاتك، من الفكرة وحتى النشر، دون أن تحتاج إلى كاميرا أو استوديو.
مستعد؟ فلنبدأ الرحلة من السؤال الأهم
لماذا تحتاج المتاجر الإلكترونية إلى فيديوهات منتجات؟
الآن وقد اتفقنا أن الذكاء الاصطناعي صار رفيق درب المسوّق الذكي، دعنا نبدأ من أول خطوة في اللعبة: لماذا أصلًا نحتاج إلى فيديوهات لعرض المنتجات؟ هل هي مجرّد صيحة عابرة؟ أم ضرورة تسويقية لا غنى عنها؟
لأن العميل لا يقرأ كثيرًا لكنه يشاهد كثيرًا!
المستهلك اليوم، خاصة على منصات مثل TikTok وInstagram Reels، لا يمنحك أكثر من ثوانٍ معدودة. في هذه الثواني، إما أن تُقنعه أو تُفقده. وهنا يتفوّق الفيديو على كل أنواع المحتوى الأخرى:
- يُظهر المنتج قيد الاستخدام الفعلي
- يختصر المعلومة بصوت وصورة
- ينقل نبرة وهوية العلامة التجارية في لحظة
- يخلق إحساسًا فوريًا بالثقة والوضوح
الفيديوهات ليست مجرد عنصر تجميلي داخل المتجر، بل أداة حاسمة لرفع معدل التحويل وبناء قرار الشراء.
هل الفديو مؤثر فعلًا؟ الأرقام تتكلم
وفقًا لدراسات ميدانية، استخدام الفيديو في صفحات المنتجات يمكن أن يرفع معدل التحويل بنسبة تصل إلى 80٪. والسبب؟ الفيديو يختصر الإجابة على كل ما يدور في ذهن العميل:
- كيف يعمل المنتج؟
- هل هو بالحجم المناسب؟
- هل يبدو فعلاً كما في الصور؟
- هل يستحق السعر؟
باختصار، الفيديو يهمس في أذن العميل: “لا تتردد” فيرد العميل: “تم”!
ولماذا هذا مهم تحديدًا للمسوّق السعودي؟
في السوق السعودي، المستخدمون يتفاعلون بسرعة مع المحتوى البصري، خصوصًا حين يكون مباشرًا وواضحًا ويشبههم في الأسلوب: نحن لا نحب اللف والدوران أعطني الفائدة في أقل وقت، وبأسلوب ذكي، وقد أشتري المنتج من دون أن أُكمل الفيديو.
والأهم من ذلك:
- فيديو واحد جيد على TikTok قد يُحقق انتشارًا عضويًا دون هلع من كلفة الإعلانات
- الفيديو يعكس احترافية المتجر ويزرع ثقة في عقل العميل السعودي، الذي لا يشتري من متجر يبدو “هاويًا”
الفيديو أبدًا ليس ديكورًا تجميليًا، يمكنك النظر إليه كموظف مبيعات يعمل 24 ساعة بلا راتب. وفي السوق السعودي، من لا يملك فيديو، قد يخسر العميل قبل أن يبدأ الحديث.
ما الذي تحتاجه فعليًا لإنتاج فديوهات لمنتجات متجرك الإلكتروني؟
بعد أن أدركنا أهمية الفيديوهات في جذب العميل وكسب ثقته خلال ثوانٍ، نأتي للسؤال العملي الذي يخطر في بالك كمسوّق: “حلو، اقتنعت. بس وش أحتاج فعليًا عشان أبدأ؟”
والجواب بسيط قبل أن تطلب من الذكاء الاصطناعي أن ينتج لك فيديو محترف، أنت بحاجة إلى تغذيته ببيانات واضحة ومُنظَّمة. تمامًا مثل الطباخ الماهر ما يقدر يطبخ بدون مقادير.
نجاح الفيديو يبدأ من جودة المدخلات. وكلما كانت أوضح وأدق، كانت النتيجة أكثر احترافًا وجاذبية.
صور المنتج: هي البطل الصامت
- صورة أساسية للمنتج بزاوية واضحة وبجودة عالية.
- صور ثانوية تُظهر تفاصيل المنتج أو استخدامه من زوايا مختلفة.
- يفضّل أن تكون الخلفيات شفافة أو موحّدة اللون لتسهيل دمجها في الفيديو.
نصيحة: لا ترهق الذكاء الاصطناعي بصور مشوشة أو مظلمة هو ذكي، وليس ساحرًا!
وصف المنتج: سطر واحد يبيع
لا نريد مقالًا… فقط سطر جذاب يشرح القيمة الأساسية للمنتج.
ركّز على الفائدة لا الميزة:
- بدل أن تقول “يحتوي على مكونات طبيعية”
- قل “يمنحك بشرة صحية دون مواد كيميائية”
هذه الجملة القصيرة قد تكون الفارق بين التمرير والشراء.
التصنيف أو الفئة: حتى لا تتوه في الزحام
هل تبيع أحذية رياضية؟ أو كريمات تفتيح؟ أو أدوات مطبخ؟
تحديد الفئة يُساعد على إنتاج سكربت مناسب للفئة، كما يُسهّل على أدوات الذكاء الاصطناعي تخصيص الفيديو حسب الجمهور المستهدف.
في السوق السعودي، تصنيف المنتج مهم جدًا في الحملات الإعلانية، لأنه يحدد اللغة، النبرة، وحتى نوع الموسيقى المناسبة للفيديو.
الماركة التجارية: الثقة لا تُبنى في يوم
ضع اسم البراند التجاري، خاصة إن كان معروفًا أو موثوقًا في السوق.
فيديو بدون هوية يُشبه إعلانًا مجهول المصدر قد يكون جميلًا، لكنه لا يُقنع! وتذكر أن العميل السعودي يحب يعرف “من وين المنتج”، مش بس “وش يسوي”.
لوجو المتجر واسمه: التوقيع الذي لا يُنسى
- يظهر عادة في بداية أو نهاية الفيديو، أو حتى بشكل خفيف في الزاوية طوال العرض.
- يساعد على بناء الوعي بالعلامة التجارية، ويعزّز الاحترافية في نظر العميل.
- وجود اللوجو في الفيديو يرسل رسالة غير مباشرة: “نحن جادّون، ونعرف ما نفعل”.
الفيديو الجيّد لا يُصنع بالبركة، بل يبدأ من مدخلات واضحة ودقيقة. خذ وقتك في تجهيزها، لأن الذكاء الاصطناعي مهما كان قويًا لن يخترع صورًا ولا يكتب وصفًا من خياله.
اقرأ أيضًا دليل إطلاق إعلانات تيك توك
توليد السكربت الإعلاني تلقائيًا
جميل، جمّعنا صور المنتجات، كتبنا الوصف، حدّدنا الفئة، ورفعنا لوجو المتجر، لكن لحظة! الفيديو لا يتكلم من تلقاء نفسه. لا بد من سكربت قصير، ذكي، ومقنع وإلا سيبقى الفيديو مجرد صور متحركة بصمت محرج.
وهنا يدخل الذكاء الاصطناعي مرة أخرى ليقول لك: “وفّر وقتك، أنا أكتب لك”.
ما هو السكربت الإعلاني أصلًا؟
ببساطة، هو النص القصير الذي يسمعه أو يقرأه المشاهد داخل الفيديو، وعادةً ما يُبنى على ثلاثة أجزاء رئيسية:
Hook (الخطّاف):
جملة البداية التي تجذب الانتباه خلال أول ثانيتين.
مثلاً: “ملّيت من كريمات ما تشتغل؟”
الفائدة أو القيمة (Benefit):
تشرح كيف يحل المنتج مشكلة أو يلبي حاجة.
مثل: “كريمنا يحتوي على تركيبة فعالة تظهر نتيجتها من الأسبوع الأول”.
الدعوة إلى الإجراء (CTA):
تقول للمشاهد ماذا يفعل بعد ذلك.
مثل: “اطلبه الآن وجرّب الفرق!”
إذًا، بناء سكربت فعال يعتمد على: “Hook – Benefit – CTA، وهي الصيغة الأسرع والأوضح لإقناع المشاهد في وقت قصير.
كيف تولّد السكربت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؟
لا تحتاج أن تكون شاعرًا أو كاتب إعلانات. الأدوات مثل:
- ChatGPT
- Jasper
- Copy.ai
كلها قادرة على توليد سكربتات قصيرة ببضع كلمات مدخل فقط (اسم المنتج، الفئة، نقطة الألم، القيمة)، والأمر الرائع الآخر يمكنك توليد نسخ متعددة بسرعة، وتجربتها لمعرفة أي سكربت يحقق التفاعل الأعلى.
كم طول السكربت المثالي؟
أنت لا تسوّق فيلمًا بل منتج في سوق سريع الإيقاع. لذلك، اجعل السكربت مختصرًا، مباشرًا، ولا يتجاوز 30–40 كلمة، لأن هذا هو مدى انتباه الجمهور الفعلي على منصات الفيديو القصير.
أي سكربت أطول من ذلك غالبًا سيتخطّاه العميل قبل أن تنطق “مرحبًا”.
الذكاء الاصطناعي لن يبيع المنتج عنك لكنه سيمنحك كلمات ذكية، قصيرة، وقادرة على الإقناع في زمن أقل من مدة فتح تطبيق TikTok.
توليد الفيديو من الصور والنصوص
جميل، السكربت صار جاهز، الصور مرتّبة، والوصف مكتوب بعناية، لكن كيف نحوّل كل هذا إلى فيديو تسويقي جذّاب يبدو وكأن لديك فريق إنتاج محترف يعمل ليل نهار؟
هنا يأتي دور أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحوّل النصوص والصور إلى فيديوهات كاملة خلال دقائق.
وهذه الأدوات ليست رفاهية للمسوّق السعودي، بل صارت ضرورة، خصوصًا عندما تدير متجرك بنفسك أو مع فريق صغير وتحتاج إنتاج محتوى بكثافة وسرعة.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي في التسويق: شريكك الذكي أم منافسك القادم؟
التسويق بالمحتوى بعصر الذكاء الاصطناعي: من يصنع الثقة يربح السوق
كيف تستخدم ChatGPT وأدوات الذكاء الاصطناعي لتسويق البراند الخاص بك؟
التجارة الإلكترونية في عصر الذكاء الاصطناعي: هل أنت مستعد للموجة القادمة؟
أدوات تحوّل النصوص والصور إلى فيديوهات
Pictory
- تحوّل النصوص إلى فيديو باستخدام صور موجودة أو مكتبة صور داخلية.
- تضيف موسيقى وتعليقًا صوتيًا تلقائيًا.
- مثالية لعرض المنتجات أو شرح الفوائد في فيديو بصيغة قصة قصيرة.
InVideo
- توفّر قوالب جاهزة تناسب كل فئة من المنتجات.
- تسمح بإدخال الصور والنصوص يدويًا أو تلقائيًا.
وتدعم استيراد المحتوى من ملفات CSV في خاصية Bulk Creation، مما يجعلها مثالية لإنتاج عشرات الفيديوهات دفعة واحدة.
HeyGen / Synthesia
- تولّد فيديوهات بواجهة بشرية ناطقة (avatar) تنطق السكربت الخاص بك.
- ممتازة لمنتجات B2B أو الشروحات التعليمية أو الفيديوهات الرسمية.
- Synthesia تحديدًا تدعم التكامل مع أنظمتك الداخلية عبر API لإنشاء فيديوهات بشكل تلقائي.
كل هذه الأدوات توفّر واجهات بسيطة، لكنها تُنتج محتوى يبدو وكأنه خرج من فريق تسويق محترف. المهم أن تكون مدخلاتك دقيقة وواضحة.
وماذا عن الفيديوهات بالجملة؟
هل ستنتج فيديو لكل منتج يدويًا؟ طبعًا لا، لذلك هناك أدوات تقدّم حلولًا لأتمتة هذه العملية بالكامل:
استيراد تلقائي عبر CSV
بعض الأدوات مثل InVideo تدعم رفع ملف CSV يحتوي على بيانات المنتجات:
- الاسم
- الوصف
- رابط الصورة
- السعر
- الشعار
ثم تُركّب تلقائيًا هذه البيانات داخل قالب فيديو جاهز، وتُنتَج عشرات الفيديوهات بنقرة واحدة.
الربط عبر API
أدوات مثل Synthesia وAbyssale (الأخيرة متخصصة في توليد الصور الثابتة) تدعم ربط المحتوى عبر API.
هذا يسمح لك بتوليد محتوى مرئي مخصص تلقائيًا بمجرد تحديث بيانات المنتج في النظام أو المتجر الإلكتروني.
استخدام هذه الأدوات يُعد طريقة فعالة لتسريع إنتاج الفيديوهات مع الحفاظ على الاتساق البصري واللغوي للعلامة التجارية.
وماذا عن التخصيص؟
يمكنك تعديل كل شيء تقريبًا: الخط، الألوان، الموسيقى، نوع الصوت، وحتى النغمة (مرِحة، رسمية، سعودية…)، وهذا مهم جدًا في السوق السعودي، حيث العميل يريد أن يرى نفسه في الفيديو سواء في اللهجة أو الذوق البصري أو نوع الرسالة.
الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بكتابة السكربت، بل يُنتج لك فيديو تسويقي كامل، بسرعة ودقة، وإذا أحسنت إدخال البيانات، يمكنك أتمتة إنتاج مئات الفيديوهات بضغطة زر، دون أن تكلّف نفسك أكثر من إعداد ملف CSV منسّق جيدًا.
التعليق الصوتي (Voiceover) بالذكاء الاصطناعي
بعد أن انتهيت من صناعة الفيديو النص جاهز، الصور متناسقة، التصميم احترافي يبقى شيء واحد ينقص المشهد: الصوت.
ليس أي صوت بل ذلك التعليق الصوتي الذي يربط العميل بالمحتوى، ويحوّل الفيديو من عرض مرئي صامت إلى رسالة تسويقية مؤثرة.
وهنا تأتي أدوات الذكاء الاصطناعي لتقول لك، بابتسامة رقمية: “اختر صوتك، ونحن نتولى الباقي”.
ElevenLabs: تنوّع واقعي يُناسب كل نغمة
إذا كنت تبحث عن أصوات قريبة من الإنسان لدرجة قد يصعب تمييزها، فـ ElevenLabs هو الخيار الأمثل:
- يمتلك مكتبة تضم أكثر من 300 صوت، منها نسخ مرخّصة لأصوات حقيقية مثل صوت الممثلة “كريستي كارلسون رومانو” من ديزني.
- يمكنك استعراض الأصوات حسب الأسلوب (إعلاني، حواري، رسمي…) أو اللغة واللهجة.
- يُتيح تخصيصًا متقدمًا مثل التحكم في الاستقرار العاطفي، درجة التشابه، أسلوب الإلقاء، ونغمة المتحدث.
- كما يمكنك حفظ الأصوات المفضلة في “Voice Lab” لاستخدامها لاحقًا في مشاريعك بسهولة.
وعلى سبيل المعلومة فإن ElevenLabs يتفوّق بجودة الأصوات وتنوّعها، مع خيارات تصفية دقيقة حسب اللغة، الأسلوب، وحتى الفئة العمرية.
إضافة إلى ما سبق يتميز بوجود خطط مجانية لعدد دقائق محدود شهريًا، وخطط مدفوعة تبدأ من 5 دولارات فقط.
Murf.ai: التحكم بالتأكيد، والتفاصيل الصغيرة
ماذا لو أردت أن تُبرِز كلمة معينة، أو تضيف نبرة درامية خفيفة؟ هنا يتألق Murf.ai، الذي يتيح لك التحكم في التأكيد على الكلمات (Emphasis Control):
- اضغط على الكلمة، حدّد الدرجة، وستشعر بالفرق!
- تخصيص في الإلقاء: سرعة، نبرة، توقيت التوقفات.
- أصوات متنوّعة تشمل اللهجات المختلفة، منها ما يصلح للمحتوى المرِح أو الرسمي.
- يمكن دمج الموسيقى والصور والفيديو داخل المنصة مباشرةً، وإنشاء محتوى نهائي وجاهز للنشر.
باختصار، Murf هو الأفضل لمن يريد تحكمًا دقيقًا في النبرة والتأثير، الخطة المجانية محدودة، لكن النسخ المدفوعة تمنحك جودة صوت أفضل بكثير.
WellSaid Labs: كلمة بكلمة
لمن يبحث عن الدقة المتناهية، يقدم WellSaid Labs إمكانية تعديل كل كلمة بمفردها:
- سرعة، نغمة، توقيت التوقف، وحتى مستوى الصوت لكل جزء من النص.
- يوجد محرر بصري يُظهر التعديلات بالألوان، لتتابع كل تغيّر بدقة.
- يدعم أيضًا تخصيص النطق للكلمات المعقّدة أو الأسماء التجارية، وهي نقطة مهمة للمنتجات الموجّهة للسوق السعودي.
وهو مناسب إذا كنت ترغب في تجربة كاملة للتحكّم الدقيق، خاصة في محتوى الإعلانات الطويلة أو السكربتات المركبة.
هل يمكن دمج الموسيقى؟ نعم، وبسهولة
بعض الأدوات مثل Murf.ai تتيح إضافة موسيقى خلفية ضمن نفس الملف، وضبط توازن الصوت بينها وبين التعليق الصوتي.
وهذا يوفّر عليك استخدام برنامج خارجي للمونتاج، ويجعل عملية الإنتاج أسرع وأنظف.
تخصيص الصوت حسب شخصية المتجر
- متجر مرح؟ اختر صوتًا خفيفًا سريع الإيقاع.
- براند فاخر؟ صوت هادئ عميق مع نغمة راقية.
- منتجات تعليمية؟ صوت واضح محايد يوصل المعلومة بدون تشتت.
كل أداة من هذه الأدوات تمنحك خيارات لتجعل الصوت انعكاسًا لهوية علامتك التجارية.
الصوت ليس تفصيلًا إضافيًا بل أداة تسويقية أساسية، ومع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ElevenLabs وMurf.ai، يمكنك اليوم أن تنتج تعليقًا صوتيًا بجودة استوديو، دون أن ترفع السماعة أو تدفع آلاف الريالات.
تعديل الفيديوهات بشكل جماعي (Bulk Editing)
جميل، بات لديك تعليق صوتي احترافي، وفيديو واضح برسالة جذابة، لكن لحظة، هل ستُعيد نفس الخطوات لكل منتج في متجرك يدويًا؟
إذا كان عندك 3 منتجات فقط، ممكن، لكن إذا كنت تدير 30 أو 300 منتج؟ هنا تبدأ تشعر أن المونتاج صار وظيفة بدوام كامل!
والحل؟ أدوات الذكاء الاصطناعي دخلت هذا الميدان أيضًا، لتمنحك قدرة على تعديل الفيديوهات جماعيًا (Bulk Editing) بكفاءة وسرعة مذهلة.
كيف يعمل التعديل الجماعي؟
الفكرة ببساطة:
- تُنشئ قالب فيديو جاهز
- ثم تستبدل فيه العناصر (الصور، النصوص، اللوجو…)
- وتُكرّر العملية بشكل تلقائي أو شبه تلقائي لكل منتج
- تمامًا مثل قوالب الإعلانات في Canva أو Runway ML.
Canva: القالب الذكي سلاح المسوّق السريع
أداة Canva Magic Studio، وتحديدًا ميزات مثل:
- Magic Design: تساعدك على بناء قالب فيديو احترافي خلال دقائق
- Magic Edit: تتيح لك تعديل محتوى الفيديو داخل القالب (نصوص، صور، عناصر مرئية)
- Magic Switch: تغيّر مقاسات الفيديو تلقائيًا لتناسب كل منصة (TikTok، Reels، Shorts…)
ما يميّز Canva حقًا هو أنها:
- تسمح لك بحفظ قالب ثابت
- ثم تخصيصه لكل منتج مع تغييرات بسيطة
- يمكنك من خلاله إنتاج عشرات الفيديوهات المتناسقة بأسلوب بصري موحد
يمكن استخدام Magic Design لإنشاء نسخ متعددة من التصميم مع تعديلات طفيفة فقط، مما يجعلها مثالية للحملات على وسائل التواصل الاجتماعي أو لعرض المنتجات.
وفي السوق السعودي، هذا مفيد جدًا لتثبيت هوية العلامة التجارية بين منتجاتك المختلفة، خاصة عندما تكون حملتك تعتمد على الاتساق البصري.
Runway ML: الذكاء البصري في التفاصيل
تُعد أداة Runway من بين الأدوات التي تقدّم:
- تحريرًا تلقائيًا للمشاهد
- قصًّا ذكيًا حسب المحتوى
- إمكانية استبدال العناصر المرئية بذكاء
ورغم أنها تُستخدم أكثر في صناعة الفيديوهات الإبداعية، إلا أنها مناسبة جدًا لتعديل إعلانات المنتجات بشكل جذاب دون الحاجة إلى مونتير محترف.
هل هذا يعني أنك تُنتج فيديو لكل منتج يدوياً؟ بالطبع لا، هذه الأدوات تساعدك على:
- تصميم قالب مرة واحدة
- ثم استخدامه لتوليد مقاطع متعددة لمنتجات مختلفة
- كل مقطع يحتفظ بنفس الأسلوب، لكن بمحتوى مخصّص
والخبر الأكثر من رائع هو أن تعديله داخل Canva أو Runway لا يتطلّب معرفة بالمونتاج بل مجرد سحب وإفلات!
هذا النوع من العمل يُناسب فرق التسويق الصغيرة، أو أصحاب المتاجر الإلكترونية اللي “كلّهم في واحد”.
التعديل الجماعي لم يعد مهمة معقّدة أو مرهقة، بأدوات مثل Canva وRunway، يمكنك أن تُنتج عشرات الفيديوهات المتطابقة بصريًا، لكن بمحتوى مختلف لكل منتج وكل ذلك في جلسة واحدة من القهوة والإبداع.
تصدير بأحجام مناسبة للمنصات
بعد أن أعددت الفيديوهات باحتراف، وعدّلتها بكفاءة، تأتي الخطوة الحاسمة قبل النشر تصدير الفيديو بالحجم المناسب لكل منصة.
ولعلها من أكثر الخطوات التي يغفل عنها بعض المسوّقين، فتجد الفيديو ممتازًا من حيث المحتوى، لكنه يظهر مقصوصًا أو مشوّهًا لأن المقاسات لم تكن مناسبة.
كمسوق محترم لا تدع مجهودك يضيع بسبب رقم بسيط في الإعدادات، دعنا نرتّبها معًا، حسب كل منصة.
TikTok: سيّد المحتوى الرأسي
- الدقة الموصى بها: 1080 × 1920 بكسل
- المقاس (Aspect Ratio): 9:16
مدة الفيديو:
- حتى 3 دقائق عند التصوير داخل التطبيق
- حتى 10 دقائق عند الرفع من خارج التطبيق
- الصيغ المدعومة: MP4 أو MOV
حجم الملف الأقصى:
- 72 ميجابايت لمستخدمي أندرويد
- 278.6 ميجابايت لمستخدمي iOS
- معدل الإطارات: 23 إلى 60 إطار/ثانية
هذه الصيغة تضمن أفضل ظهور في صفحة “For You”، وتجنّب اقتطاع المحتوى أو تغطية العناصر بالنصوص أو الأزرار.
Instagram Reels: العرض السريع والجذاب
- الدقة: 1080 × 1080 (مربّع)، 1080 × 1350 (عمودي متوسط)
- المقاس: 9:16 (رأسي)
- المدة: من 3 ثوانٍ حتى 60 دقيقة
- الصيغ المدعومة: MP4 أو MOV
- الحجم الأقصى: 4 جيجابايت
- معدل الإطارات: 23 إلى 60 إطار/ثانية
احرص على ترك مساحة فارغة في أسفل الفيديو، لأن الواجهة غالبًا ما تُغطي النصوص والأزرار هناك.
YouTube Shorts: الرسالة القصيرة على أكبر منصة
- الدقة المثالية: 1080 × 1920 بكسل (للفيديوهات الرأسية)
- المقاس القياسي: 9:16
- الصيغ الموصى بها: MP4، MOV، AVI، WMV، WebM.
- المدة القصوى: حتى 60 ثانية
- الحجم الأقصى (حسب SproutSocial): 5 جيجابايت
- معدلات الإطارات: 24، 25، أو 30 إطار/ثانية
إذا كنت تصدّر نفس الفيديو لـ TikTok وReels وShorts، تأكّد فقط من أن الملف متوافق مع صيغة YouTube ودقة الصوت لا تقل عن 128kbps
قد تتساءل الآن، هل فعلاً يهم المقاس؟ دعني أخبرك نعم وكثيرًا! ذلك أن فيديو غير مناسب في المقاس قد يظهر:
- مشوّهًا أو مقصوصًا
- غير جذّاب بصريًا
- بأداء أقل في الخوارزميات
كما أن الالتزام بالمقاسات الصحيحة يرفع فرص ظهور الفيديو بالكامل للمستخدم، وزيادة التفاعل بنسبة قد تصل إلى 35%.
لا تترك الفيديو يسقط في الامتحان الأخير! الاهتمام بمقاسات التصدير لكل منصة يعني أنك تفكّر كمسوّق محترف، يُراعي تجربة المشاهد مثلما يراعي جودة المحتوى.
التوزيع والنشر الذكي
بعد ما أنهيت الفيديوهات بمقاسات مثالية، وجودة صوتية ممتازة، ستسأل نفسك: هل أجلس كل يوم وأنشر يدويًا؟ طبعًا لا.
الذكاء الاصطناعي لم يتوقف عند التوليد والتحرير، بل مدّ يده أيضًا إلى النشر والتحليل، لكن لا تقلق، هذا التدخّل تحديدًا ستشكره عليه، فهو ليس كتدخّل جارك الفضولي في حياتك الخاصة!
جدولة النشر: خلي كل شيء “يمشي لحاله”
في مقال Adam Connell، راجع الكاتب أدوات جدولة تعتبر الأفضل لعام 2024، ومنها:
Metricool
- تدعم TikTok وInstagram وYouTube وPinterest
- يمكنك جدولة فيديوهات المنتجات بسهولة على مدار الشهر
- تقارير أداء مفصّلة: تفاعل، مشاهدات، نمو المتابعين
- تحتوي على ميزة AutoList: تكرار تلقائي لمحتوى سابق بشكل ذكي
مثالية لو كنت تعمل بمفردك أو عندك فريق صغير، وتحتاج كل شيء يمشي بنظام.
Publer
- تدعم رفع الفيديوهات وإعادة استخدامها بمرونة
- خاصية Recycle Posts: تعيد نشر الفيديوهات تلقائيًا بعد فترة
- يمكنك وضع Watermark أو شعار متجرك تلقائيًا على كل فيديو
باختصار، تُعد Publer من أفضل الخيارات لأتمتة محتوى الفيديو عبر منصات متعددة بأقل جهد ممكن، وبالنسبة للمتجر الإلكتروني، هذا يعني محتوى يومي بدون مجهود يومي.
Later
- واجهة استخدام بصرية، تسحب الفيديو وتتركه على التقويم
- دعم جدولة للـ Reels، Stories، وYouTube Shorts
- أدوات تحليل قوية للمحتوى الأفضل أداءً من حيث التفاعل
SocialBee
هل تبحث عن أداة تبسط النشر وتجعلك تحس أنك تدير حملة بـ “نظام خلايا نحل”؟ هنا تأتي SocialBee كأداة مصممة تحديدًا لتوفير تنظيم حديدي لجدولة المحتوى.
فهي:
- SocialBee تدعم النشر على TikTok، Instagram، YouTube، Pinterest، وغيرها
- تُوفّر ميزة “الفئات” لتنظيم المحتوى حسب نوعه (منتجات، عروض، نصائح…)
- تتيح لك تكرار النشر تلقائيًا أو تعديل المنشورات حسب كل منصة (format customization)
- تدعم معاينة المحتوى قبل النشر، والتعديل الذكي حسب مقاس وتنسيق كل منصة
كما أنها مثالية لو كان عندك محتوى كثير وتحتاج أن تديره بفكر منظم، مع تحكم دقيق في الجدولة والرسائل.
تتبّع الأداء: من المشاهدة إلى المبيعات
المسألة ليست فقط عدد مشاهدات، هل الفيديو الأعلى مشاهدة هو نفسه الذي جلب أعلى مبيعات؟ هذا هو السؤال الذكي، ومع تلك الأدوات:
- بإمكانك تتبّع أداء كل فيديو (مشاهدات، تعليقات، تفاعل)
- ثم تقارن بين الفيديوهات الأفضل أداءً، وتراجع معها تقارير المبيعات من متجرك
لا تحتاج ذكاء خارق، فقط ربط بسيط بين تحليلات السوشال وتحليلات المتجر، وستبدأ تلاحظ الأنماط.
كيف يساعدك الذكاء الاصطناعي هنا؟
- اقتراح أفضل أوقات النشر تلقائيًا
- تحليل أنماط التفاعل لفهم الجمهور
- تنبيهات ذكية عند انخفاض التفاعل أو صعود فيديو مفاجئ
- إعادة تدوير المحتوى الناجح تلقائيًا
وهذا يعني لك كمسوق أنك تستطيع إدارة الحملة اليومية بالفيديوهات دون أن تفتح كل تطبيق يوميًا، فيديو اليوم مبرمج من أمس. وفيديو الغد… تم رفعه وجاهز.
كل ما تحتاجه هو ساعة واحدة في الأسبوع، وجدولة ذكية باستخدام الأدوات المناسبة.
دعنا نعيد التذكير أنه مع وجود أدوات مثل Metricool، Publer، Later، وSocialBee، بات بإمكانك:
- برمجة أسبوع كامل من الفيديوهات في جلسة واحدة
- مراقبة الأداء بالتحليل البصري السهل
- تكرار المحتوى الناجح تلقائيًا
- وفوق هذا كله، متابعة التحوّل من مشاهدات إلى تفاعل، ومن تفاعل إلى مبيعات
في زمن السرعة، لم يعد كافيًا أن تمتلك منتجًا ممتازًا، بل عليك أن ترويه بقصة مقنعة تُعرض في أقل من دقيقة، والذكاء الاصطناعي اليوم ليس مجرد أداة تقنية، بل أصبح شريكًا عمليًا في كل مرحلة: من تجهيز المحتوى، إلى توليده، إلى نشره، وحتى تحليل نتائجه.
المسألة لم تعد “هل أستطيع؟” بل أصبحت “كم فيديو سأُنتج هذا الأسبوع؟”، ومع الأدوات الذكية التي استعرضناها، صار بإمكانك إنشاء محتوى احترافي لمتجرك الإلكتروني دون فريق إنتاج، ولا ميزانية ضخمة، ولا حتى وقت طويل.
فقط خذ الخطوة الأولى، ودع الذكاء الاصطناعي يعمل ولا تقلق، تدخّله هذا مختلف عن جارك الفضولي.
المصادر:
Product Videos in eCommerce: The Why and How | Vervaunt
Why should online stores utilize product videos? | BigCommerce
10 Best Practices for Creating Compelling Product Videos in 2024 – Shopify
3 Best AI Script Writers for Making High-Quality Videos | SproutVideo
Simplify Your Scrip Writing Process with AI Script Generators
8 Best AI Video Generators and How To Use Them (2025) – Shopify
Automatically create images from a CSV using Abyssale
The 6 best AI voice generators | Zapier
Top 12 AI marketing tools for photo and video editing: a comprehensive review