<linearGradient id="sl-pl-stream-svg-grad01" linear-gradient(90deg, #ff8c59, #ffb37f 24%, #a3bf5f 49%, #7ca63a 75%, #527f32)

مدونة ماتركس

مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي … من سيبقى ومن سيُستبدل؟

دعني أسألك سؤالًا بسيطًا: كم مرة سمعت عبارة “الذكاء الاصطناعي سيأخذ وظائفنا”؟ مرة؟ عشر؟ مئة؟ أصبح هذا الموضوع مثل الضيف الثقيل في المجالس، الكل يتحدث عنه، لكن القليل فقط يفهمه فعلًا.

نحن نعيش في زمن غريب بعض الشيء زمن تستطيع فيه خوارزمية أن تكتب إعلانًا لحملة تسويقية، أو تحلل سلوك عميلك بسرعة تفوق تحليلك بعد فنجان قهوة طويل!

لكن، هل يعني ذلك أننا جميعًا في طريقنا لنصبح عاطلين عن العمل؟ أم أن هناك زاوية أخرى علينا أن ننتبه لها؟

في هذا المقال، سنمضي معًا خطوة بخطوة، نفكك هذه الأسئلة، ونرسم صورة أوضح. لن نردد عبارات مثل “الذكاء الاصطناعي رائع” أو “مخيف”، بل سنفهم كيف يغيّر واقع العمل، وماذا يعني ذلك تحديدًا لك، كمسوّق سعودي في قلب التحول الرقمي.

هل أنت مستعد؟ لنبدأ من أول فصول هذه الحكاية.

 الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد اللعبة

حسنًا… بعد أن اتفقنا في المقدمة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترندًا عابرًا، دعنا نفتح الصورة على وسعها، كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وهل حقًا تغيّرت قواعد اللعبة إلى هذا الحد؟

من فكرة في مختبر إلى زميل في فريق العمل

في بداياته، كان الذكاء الاصطناعي مجرد مشروع بحثي في أروقة الجامعات، يتمحور حول سؤال بسيط: هل يمكن للآلة أن “تفكر”؟

لكن بفضل تسارع القدرات الحسابية وتراكم البيانات، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد نظرية، بل تحوّل إلى شريك فعلي في العمليات اليومية.

اليوم، نراه:

  • يشخّص الأمراض أسرع من الطبيب (أحيانًا)
  • يكتب محتوى تسويقيًا قد يربك حتى المحترفين
  • يقدّم توصيات مخصصة للعملاء في التجارة الإلكترونية
  • يحلل البيانات، يدير المخزون، ويقترح استراتيجيات

باختصار: لم يعد الذكاء الاصطناعي يطرق الباب… لقد دخل وجلس على الطاولة!

مجالات دخوله: من الصحة إلى الإعلانات

يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى فئات عديدة: من الأنظمة الذكية البسيطة مثل المساعدات الصوتية، إلى نماذج متقدمة قادرة على التعلم والتكيّف، وقد أصبح حاضرًا اليوم في:

  • الرعاية الصحية: تشخيص وتحليل صور الأشعة
  • التعليم: تخصيص المسارات التعليمية
  • التمويل: رصد الاحتيال وتحليل المخاطر
  • التسويق: تحليل سلوك المستهلك وإنتاج المحتوى
  • التصنيع: أتمتة خطوط الإنتاج والتنبؤ بالأعطال

وهنا يأتي السؤال المنطقي، لماذا يثير الذكاء الاصطناعي كل هذا مخاوف حول مستقبل الوظائف؟

لأن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على المهام اليدوية أو البسيطة، بل بدأ ينافس في المهام الإبداعية والتحليلية وهي مناطق كانت تُعتبر “آمنة” سابقًا. 

هل هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي عدو؟ ليس بالضرورة… قد يكون زميلًا جديدًا، لكنه لا يجامل ولا ينتظر “يوم شاي وقهوة” كي يبدأ العمل.

الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية تقنية أو رفًّا في قسم البحث والتطوير، إنه هنا، يعيد تشكيل بيئة العمل، ويضعنا جميعًا أمام سؤال واحد: كيف نلعب وفق القواعد الجديدة؟

تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف

الآن بعد أن اتفقنا أن الذكاء الاصطناعي ليس زائرًا بل جار دائم (وربما زميل جديد في الفريق)، جاء الوقت لنطرح السؤال الذي يقلق الكثيرين: من سيتأثر أولًا؟ ومن سيبقى في أمان؟

ببساطة: ليس كل الوظائف في مرمى الخطر، لكن بعضها… في عين العاصفة.

الوظائف التي في دائرة الخطر

وفق تحليل نشره خبير الذكاء الاصطناعي كاي-فو لي، هناك مجموعة من الوظائف تبدو على قائمة “المهددين بالانقراض المهني”، منها:

  • موظفو خدمة العملاء: لأن الروبوت لا يملّ من تكرار السؤال 100 مرة!
  • الكتّاب المبتدئون أو المساعدون في التحرير: خاصة مع أدوات كتابة ذكية تنتج محتوى خلال ثوانٍ.
  • المحللون المبتدئون للبيانات: حيث تتفوق الخوارزميات على الإنسان في قراءة الأنماط واستخلاص النتائج.
  • السائقون (خاصة في النقل العام والشحن): بفضل التقدم في المركبات ذاتية القيادة.
  • أعمال الإدخال والتصنيف الروتيني: المهام المتكررة هي الوجبة المفضلة للذكاء الاصطناعي.

هؤلاء لا يفقدون وظائفهم بين ليلة وضحاها، لكن لو نظرنا إلى اتجاه الرياح… فالأمر يستحق التفكير، مع ذلك الصورة ليست سوداوية بالكامل هنا نأخذ نفسًا عميقًا.

تشير الدراسات إلى أن 68.7% من الوظائف تُعتبر “من غير المرجح جدًا” أو “من غير المرجح” أن يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي، مقابل 28.5% فقط تصنَّف على أنها “قابلة للاستبدال”.

وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي ليس مقصلة جماعية، بل مجرد أداة إعادة ترتيب للأولويات.

عوامل تحدد من يتأثر

ليست كل الوظائف مهددة لمجرد أنها “وظيفة”. بل هناك عوامل تلعب دورًا كبيرًا:

  • مدى تكرار المهام: كلما كانت المهام مكررة، زادت فرص الأتمتة.
  • مستوى الإبداع والتفاعل البشري: المهام التي تتطلب “لمسة إنسانية” ما زالت بعيدة عن متناول الخوارزميات.
  • القدرة على اتخاذ قرارات غير نمطية: الذكاء الاصطناعي لا يحب المفاجآت!

كيف تتأكد أن وظيفتك في “المنطقة الآمنة”؟

الأمر لا يحتاج إلى كرة بلّورية، بل إلى نظرة ذكية لما تقدّمه. اسأل نفسك:

  • هل عملي يعتمد على التكرار؟ أم على الإبداع والتفاعل؟
  • هل يمكن لخوارزمية أن تفعل ما أفعله… بنفس الجودة؟
  • هل أُطوّر مهاراتي باستمرار، ولا أعيش على “الخبرة القديمة”؟

الوظائف التي تجمع بين المرونة، والتفكير النقدي، والتواصل البشري هي الأقل عرضة للخطر، بعبارة أخرى: إذا كنت تضيف “قيمة بشرية” حقيقية، فأنت في موقع أفضل بكثير من مجرد تنفيذ التعليمات.

نعم الذكاء الاصطناعي قد يغلق أبوابًا لكنه لا يغلق النوافذ، والسؤال الآن لم يعد فقط “من سيخرج من السوق؟” بل “من سيعيد اختراع نفسه ليبقى؟”.

وظائف لن تتأثر بالذكاء الاصطناعي

بعد أن مررنا بساحة “الوظائف المهددة”، من الطبيعي أن يتساءل القارئ الذكي مثلك تمامًا طيب، هل هناك وظائف بأمان؟هل توجد مهن تقول للخوارزمية: “خلك بعيد، هذه منطقتي”؟ الجواب: نعم… ولكن، لنطمئن بحذر.

ما الذي يجعل وظيفة ما “غير قابلة للاستبدال”؟

الأمر لا يتعلق بالمسمّى الوظيفي فقط، بل بالمهارات التي تقف خلفه. الذكاء الاصطناعي يتقن السرعة، الحساب، التكرار… لكنه ما زال يُعاني في:

  • الإبداع العفوي: مثل كتابة قصة تُحرّك المشاعر، أو تصميم شعار يعكس هوية
  • التعاطف البشري: الذكاء الاصطناعي قد “يتفهم” مشكلتك، لكنه لا “يشعر” بها
  • التواصل العميق مع البشر: خاصة في المجالات التي تتطلب حضورًا عاطفيًا وتفاعليًا حقيقيًا

فيما يلي أمثلة على الوظائف التي تُعد “آمنة” نسبيًا، التي يصعب على الذكاء الاصطناعي سرقتها… على الأقل في المستقبل القريب:

  • المعالجون النفسيون والأخصائيون الاجتماعيون
  • المعلمون (خصوصًا في المراحل الأولى)
  • المصممون والفنانون والمبدعون في المحتوى
  • الخبراء في العلاقات العامة والتواصل الإنساني
  • المسوّقون الاستراتيجيون وروّاد العلامات التجارية
  • المهنيون في مجال الرعاية الشخصية والتمريض
  • القادة والمديرون في فرق العمل لأن القيادة ليست فقط تعليمات

هذه المهن تعتمد على الذكاء العاطفي، والابتكار، وفهم السياق البشري وهي مناطق ما زالت “صعبة الوصول” بالنسبة للخوارزميات.

لكن انتبه… لا شيء مضمون! قد تبدو هذه المهن في المنطقة الآمنة اليوم، لكن من قال إن الذكاء الاصطناعي سيبقى على حاله؟

نحن نتحدث عن تقنية تتطوّر يوميًا، بل أحيانًا تتعلم أسرع مما نُخطط له! لذلك، لا يُنصح بالاطمئنان الزائد… بل المطلوب هو البقاء يقظًا، متعلّمًا، ومتجدّدًا.

هل الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة؟

بعد أن تحدثنا عن الوظائف التي قد تصمد (مع قليل من الحظ وكثير من المهارات)، قد يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: طيب، إذا الذكاء الاصطناعي يأخذ… هل يعطي؟ والجواب لحسن الحظ هو نعم، وبكرم مفاجئ!

ليس كل ما يرحل… يُفقد

في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يدفع بعض الوظائف نحو التقاعد المبكر، إلا أنه في الوقت ذاته يفتح أبوابًا جديدة على مصراعيها.

بحسب دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي، من المتوقع أنه بحلول عام 2030، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في خلق ما بين 20 إلى 50 مليون وظيفة جديدة عالميًا.

نحن لا نتحدث فقط عن “وظائف تقنية بحتة”، بل عن تحوّل واسع يشمل:

  • الرعاية الصحية
  • قطاع التكنولوجيا
  • القطاع المالي
  • سلاسل الإمداد
  • الخدمات اللوجستية
  • وحتى قطاعات مثل التعليم والتسويق

وماذا عن السعودية؟

محليًا، تبرز الصورة بشكل أكثر تحديدًا، إذ رغم أن 20.5% من الوظائف في المملكة قد تكون مهددة بالاستبدال، تشير النماذج إلى إمكانية خلق فرص عمل جديدة بنسبة 23%.

وهذا ما دفع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى تقدير زيادة بنسبة 2.5% في إجمالي الوظائف بحلول عام 2030، وهكذا الخسارة ليست نهاية القصة، بل بداية فصل جديد في عالم التوظيف.

طيب… ما هي هذه الوظائف الجديدة؟

دعنا نلعب قليلًا دور “قارئ المستقبل”، وهذه بعض الوظائف التي قد تصبح مطلوبة مع انتشار الذكاء الاصطناعي:

  • مدرّبو الذكاء الاصطناعي: يساعدون الخوارزميات على “فهم” البشر بشكل أفضل.
  • مراجِعو محتوى آلي: يراقبون الإنتاج الذكي ويتأكدون من دقته وتوافقه مع القيم.
  • مهندسو التفاعل البشري الآلي: يطورون تجربة استخدام تجعل الذكاء الاصطناعي أكثر “إنسانية”.
  • محللو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: يتأكدون من أن الروبوت لا يصبح “وقحًا” دون قصد!
  • منسقو حملات تسويق هجينة (بشري + آلي): يجمعون بين إبداع الإنسان وسرعة الخوارزمية.

نعم، قد يبدو بعضها غريبًا اليوم لكن تذكّر: منذ 15 سنة، لم نكن نعرف أن “مُدير السوشيال ميديا” سيصبح مهنة حقيقية!

الذكاء الاصطناعي لا يطرد الجميع من السوق، بل يعيد توزيع المقاعد، والمقاعد الجديدة قد تكون أكثر راحة لمن يعرف كيف يجلس عليها أولاً.

تعرف على:

دليل إدارة حسابات التواصل الإجتماعي بعصر الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في التسويق: شريكك الذكي أم منافسك القادم؟

فيديوهات المتاجر الإلكترونية بالذكاء الاصطناعي: خلّ الذكاء يشتغل عنك ويجيب المبيعات!

التسويق بالمحتوى بعصر الذكاء الاصطناعي: من يصنع الثقة يربح السوق

كيف تستخدم ChatGPT وأدوات الذكاء الاصطناعي لتسويق البراند الخاص بك؟

التجارة الإلكترونية في عصر الذكاء الاصطناعي: هل أنت مستعد للموجة القادمة؟

كتابة محتوى بالذكاء الاصطناعي التصميم بالذكاء الاصطناعي … قواعد اللعبة تتغير

 كيف تستعد لمستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي؟

طيب، بعدما عرفنا أن الذكاء الاصطناعي قد يأخذ بعض الوظائف ويخلق أخرى جديدة، يبقى السؤال الأهم (والأكثر واقعية):

أنا كمسوّق، أو كمهني في السوق، ماذا أفعل الآن؟ هل أجلس وأنتظر “التحديث القادم”؟ أم أبدأ بالتأقلم من الآن؟

  • الجواب القصير: لا تنتظر.
  • الجواب الأطول… تابع معي.

أولاً: طوّر مهاراتك الناعمة لأنها لا تبرمج!

نعم، التقنية تتطور بسرعة، لكن هناك أشياء لا تُستبدل بسهولة، مثل:

  • الذكاء العاطفي: القدرة على فهم الناس والتواصل معهم، وهذا ما لا تملكه الخوارزميات حتى الآن (ولا يبدو أنها متحمسة لتعلمه!)
  • التفكير النقدي: الذكاء الاصطناعي يعالج، لكن من يقرر؟ من يقيّم؟ هنا دورك.
  • التحليل البشري: القدرة على ربط البيانات بالسياق، بالثقافة، بالسوق… هذه خبرة لا تأتي من خوارزمية فقط.
  • القدرة على التعلّم الذاتي: في عالم يتغير بهذه السرعة، المهارة الأهم هي “أن تتعلم كيف تتعلم”.

يقول المختصون إن المهارات الشخصية ستبقى العملة الثابتة في سوق يتغير يوميًا.

ثانيًا: تعرّف على الأدوات… وابدأ باستخدامها

الذكاء الاصطناعي ليس خصمًا في الحلبة، بل يمكن أن يكون مساعدًا ذكيًا في الزاوية. والمهني الناجح هو من يعرف كيف يستخدم هذه الأدوات بدلًا من الخوف منها.

بعض الأدوات التي ينبغي أن تصبح مألوفة لديك:

  • ChatGPT وأمثاله: لتوليد أفكار، تلخيص محتوى، أو حتى كتابة أول مسودة لحملة تسويقية
  • أدوات الأتمتة: مثل Zapier أو Notion AI، لتقليل المهام الروتينية وتوفير الوقت
  • تحليل البيانات: فهم أدوات مثل Google Analytics، Power BI، أو Looker Studio سيجعلك تتحدث بلغة “البيانات” بطلاقة

الوظيفة الجديدة لن تكون “يا تُرى من الأسرع؟ الإنسان أم الآلة؟” بل: من يعرف كيف يجعل الآلة تعمل معه بذكاء؟

ثالثًا: لا تتنافس مع الآلة تحالف معها!

السر في المرحلة القادمة ليس في مجاراة الذكاء الاصطناعي أو منافسته، بل في التكامل معه. فكّر في الأمر وكأنك مدير فريق جديد فقط، هذا العضو لا يطلب راتبًا، ولا يستأذن لإجازة، لكنه بحاجة لتوجيه إنساني دقيق.

الإنسان + الآلة = الفريق الأقوى، واستخدامك للذكاء الاصطناعي لا يعني فقدان هويتك المهنية، بل تحديثها.

مستقبل العمل ليس سؤالًا عن “البقاء”، بل عن الاستعداد الذكي. ومَن يبدأ من اليوم في تطوير مهاراته، واستخدام الأدوات، وفهم اللعبة الجديدة لن ينجو فقط، بل سيزدهر.

التحديات الأخلاقية والاجتماعية لتوظيف الذكاء الاصطناعي

بعد أن تحدّثنا عن المهارات والأدوات وفرص النمو، لا بد أن نقف قليلًا أمام المرآة ونطرح السؤال الكبير: 

  • هل كل هذا التقدم… عادل؟
  • هل يُستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم لتحسين حياة الجميع؟ 
  • أم فقط لتسريع الأعمال على حساب الإنسان؟

الواقع يقول إن وراء الكفاءة العالية لهذا الذكاء، تظهر تحديات أخلاقية واجتماعية تستحق التفكير، بل وربما القلق قليلًا.

أولًا: الفجوة الرقمية بين من يملك ومن لا يملك

ليس الجميع قادرًا على مواكبة الذكاء الاصطناعي. في مؤسسات تتبنّى الأتمتة والتقنيات الحديثة، هناك من يملك المهارات والأدوات، وهناك من يُستثنى دون قصد.

وهنا تظهر الفجوة الرقمية: فرق في الفرص، في الفهم، وفي القدرة على التأقلم.

وهذا التفاوت قد يتحوّل إلى فارق اقتصادي حاد، حيث تستفيد الشركات الكبرى والمهنيون المتقدمون، بينما تُترك فئات كاملة خلف الركب، بلا تدريب، ولا بدائل واضحة.

ثانيًا: العدالة في التوظيف 

هل تعلم أن بعض الشركات باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي في فحص السير الذاتية، وحتى في إجراء المقابلات؟

قد تبدو الفكرة مذهلة، لكن الخوارزمية لا تفهم “الكاريزما”، ولا “نبرة الحماس”، ولا ظروفك الاجتماعية.

هنا يُطرح سؤال خطير:

  • هل قرارات التوظيف الآلية عادلة؟
  • هل تضمن تنوعًا وتمثيلًا عادلًا؟

مجلس أوروبا (Council of Europe) يُحذّر من أن هذه الأنظمة، ما لم تُصمَّم بعناية، قد تكرّس التحيّز بدلًا من تجاوزه.

ثالثًا: الشفافية والمساءلة من يتحمّل الخطأ؟

  • لو رفض الذكاء الاصطناعي توظيف شخص من يشرح له السبب؟
  • إذا فقد موظف وظيفته بسبب نظام آلي من يُحاسب؟

الذكاء الاصطناعي يعمل بكفاءة، نعم، لكنه في كثير من الأحيان صندوق أسود يصعب فهم كيف ولماذا اتخذ قراره.

الشفافية، والمساءلة، وحق الإنسان في أن يُعامَل بكرامة كلها مبادئ يجب أن تظل في قلب كل تطوير تقني.

الذكاء الاصطناعي لا يهدد الوظائف فقط، بل قد يعيد صياغة مفهوم العدالة نفسه. ومع كل خوارزمية جديدة، علينا أن نتأكد أن التقدم لا يأتي على حساب الإنسان… وإلا فقد ننجز بسرعة، لكن على طريق غير إنساني.

هل يجب أن نقلق… أم نتأقلم؟

الذكاء الاصطناعي ليس قادمًا في الطريق، لقد وصل، وجلس، وبدأ يشاركنا القرارات، والمكاتب، وربما حتى أفكارنا التسويقية، سوق العمل يتغيّر، الوظائف تتبدّل، والسرعة التي تحدث بها هذه التغيرات تكاد تتركنا نلهث خلفها.

فهل نخاف؟ ربما قليلًا. هذا طبيعي. لكن الأهم: هل نستسلم؟ بالتأكيد لا.

لقد رأينا أن الذكاء الاصطناعي لا يأتي ليقضي على الوظائف، بل ليعيد رسم خريطتها. نعم، بعض المهن قد تختفي، لكن أخرى تظهر، والفرصة الحقيقية هي أن نكون ضمن من يعيدون اختراع أنفسهم، لا ضحايا التطور.

التحديات الأخلاقية والاجتماعية حقيقية، لكنها ليست نهاية الطريق. بل هي دعوة مفتوحة لإعادة التوازن: بين الإنسان والآلة، بين الكفاءة والعدالة، بين التقدّم والضمير.

وفي النهاية، كل واحد منا أمامه خياران: إما أن يتفرج على المستقبل من بعيد، أو أن يلبس قبعته الذكية… ويدخل اللعبة من الباب الواسع. فأيهما تختار؟

المصادر:

تقدير الآثار الاقتصادية للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية

AI’s Rapid Workplace Shift: How to Secure Your Job in the Age of Automation

What is AI? An overview of artificial intelligence (updated 2025) | What is AI technology? | What can AI do? | Lumenalta

Top 10 Most Endangered Jobs from AI | by Kai-Fu Lee

إنذار.. 5 وظائف شهيرة على قائمة الاستهداف بالذكاء الاصطناعي!

25 Jobs AI Can’t Replace (Yet): Safe Careers for the Future

The 65 Jobs With the Lowest Risk of Automation by Artificial Intelligence and Robots

Over 97 Million Jobs Set to be Created by AI

The Top 6 AI Skills And Trends For Professional Development – Working Voices

Preparing for the Future of Work with AI: A Comprehensive Guide | by ByteBridge

The Ethical Implications of AI and Job Displacement

Common ethical challenges in AI – Human Rights and Biomedicine

أحدث المقالات

كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ
كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ