<linearGradient id="sl-pl-stream-svg-grad01" linear-gradient(90deg, #ff8c59, #ffb37f 24%, #a3bf5f 49%, #7ca63a 75%, #527f32)

مدونة ماتركس

تسويق الدورات التدريبية؟ خذها من شخص جرّب وتعلّم بالطريقة الصعبة!

لو كانت جودة المحتوى وحدها كافية، لكان كل مدرّب ناجحًا تقريبًا، ولكان كل من حمل كاميرا وفتح “بوربوينت” قد امتلأت محفظته، لكن الحقيقة التي يعرفها كل مسوّق مخضرم: الدورة التي لا تُسوَّق، كأنها لم تكن.

في هذا المقال، لن نحدّثك عن مبادئ عامة ولا عن نظريات مستوردة من وادي السيليكون. بل سنغوص معك في تفاصيل واقعية، مدروسة، ومصمّمة لتناسب السوق السعودي تحديدًا، من أول فكرة الدورة وحتى آخر زر “سجّل الآن”.

ستجد هنا خريطة تسويقية متكاملة، تمشي بك خطوة بخطوة، ولكن دون وعظ ولا جدية مفرطة ففي النهاية، من قال إن التسويق لا يحتمل بعض الطرافة؟ خاصة حين تكون الطرافة مدروسة مثل حملتك الإعلانية.

تحديد عرضك التدريبي بدقة: لماذا هذه الدورة؟ ولمن؟

تذكُر حين قلنا في المقدمة إن الدورة التي لا تُسوَّق كأنها لم تكن؟، جميل. دعنا نبدأ من الجذور، لا من القشور، فأول سؤال يواجهك كمسوّق ذكي في مجال تسويق الخدمات (أو مدرّب يسوّق لدورته) هو:

“هل عرضي التدريبي واضح ومغري كفاية ليقنع شخصاً غريبًا أن يفتح محفظته؟”

صدقني  تستطيع إنفاق آلاف الريالات على إعلانات مدفوعة، وتُخرج فيديوهات سينمائية… ولكن إن لم يكن عرضك واضحًا، صادقًا، ومقنعًا؟ فكل ذلك مجرد ضجيج.

لندخل مباشرة في التفاصيل، وهذه أهم عناصر صناعة عرض تدريبي يستحق الترويج:

 حدّد التخصص… وتوقف عن الكلام “العام”

قل لي بصراحة: هل سبق وسمعت أحدهم يروّج لدورة بعنوان “أساسيات التسويق الرقمي الشامل للجميع”؟ ماذا فعلت؟ بالتأكيد مررت عليها مرور الكرام، السبب ببساطة هو أن العرض “عائم”، لا يُحدث صدى في ذهن المستمع.

ما ينجح في السوق اليوم، خصوصًا السوق السعودي الذي يزداد نضجًا وتخصّصًا، هو الدقة:

  • لا تقل: دورة تسويق، قل: تسويق عبر تيك توك للمنتجات المنزلية في السعودية.
  •  لا تقل: دورة كتابة، قل: كتابة إعلانات لمنتجات العناية بالبشرة على إنستقرام.

التخصص لا يقيّدك، بل يفتح لك أبوابًا مغلقة. كلما ضيّقت النطاق، اتسع التأثير.

عرّف المشكلة التي تحلّها الدورة… بصراحة وبدون تزويق

أنت لا تبيع فيديوهات. أنت تبيع حلاً.

  • هل تحل مشكلة “قلة التفاعل”؟
  • أم “فوضى المحتوى”؟
  • أم “الإعلانات التي تحرق الميزانية بلا عائد”؟

المتدرّب لا يبحث عن دورة، بل عن نتيجة.

مثال: هل تكتب محتوى جيّد ولكن لا يُباع؟ في هذه الدورة، ستتعلّم كيف تحوّل كلماتك إلى دخل، من خلال 5 صيغ مجرّبة للإعلانات الناجحة في السوق السعودي.

هكذا تتحدث لغة العميل، لا لغة المعلّم.

من هو جمهورك المثالي؟ لا تقل “الكل”

“دورتي تناسب الجميع”… عبارة قد تُشعرك أنك متواضع، لكن تسويقيًا؟ هي كارثة.

اختر جمهورك بدقة:

الفئة المستهدفةالرسالة المناسبة لهم
مبتدئمن صفر إلى أول حملة ناجحة خلال أسبوع
رائد أعمالتعلم كيف تروّج منتجك دون الحاجة لوكالة إعلانية
مسوق متوسط الخبرةاستراتيجيات متقدّمة لإطلاق عروض موسمية فعّالة

اختر واحدًا، ووجّه إليه السهام مباشرة. تخصيص الجمهور هو أوّل مفاتيح التفاعل.

ميّز دورتك عن غيرك… ولا تفترض أن الناس سيكتشفون ذلك وحدهم

السوق مليء بدورات متشابهة، لكن ما يُقنع المتدرّب هو ما يُقال له بوضوح: “هذه الدورة مختلفة… وإليك كيف ولماذا”.

اكتب مميزاتك كما تكتب إعلانًا:

  • تطبيق عملي مباشر على مشاريع حقيقية.
  • مدرّب يقدّم ملاحظات صوتية على واجباتك.
  •  كل درس 10 دقائق، لأن “وقتك ثمين”.
  •  أمثلة سعودية من السوق المحلي، لا من حملات في كاليفورنيا.

تذكر أن التميّز لا يُفترض… بل يُثبت.

إذًا، عرضك التدريبي ليس مجرّد فقرة تعريفية، إنه حجر الأساس الذي تُبنى عليه حملتك كلها، فكّر فيه كما يفكر المسوّق المحترف: “ما القيمة التي أقدّمها؟ ولماذا يجب أن يختارني أحدهم الآن، لا بعد أسبوع؟”، وحين تُصيغ عرضك بهذه الطريقة، ستكون مستعدًا لنقطة التفاعل الحاسمة التالية، صفحة الهبوط. تلك الصفحة التي يجب أن تُقنع الزائر في أقل من 7 ثوانٍ، وإلا عاد إلى إنستقرام، وطار منك!

بناء صفحة هبوط (Landing Page) احترافية توصل القيمة خلال ثوانٍ

بعد أن ضبطنا عرضك التدريبي وصغناه بلغة واضحة تُقنع وتُغري، قد تظن أن المهمة انتهت… لكن في الحقيقة، الرحلة بدأت للتو.

فالعرض القوي يحتاج إلى واجهة رقمية تليق به، صفحة تهتف للزائر: “مرحبًا، هذه الدورة صنعت لك، وهذا السبب”.

وهنا يأتي دور صفحة الهبوط، تلك الصفحة التي تشبه أول لقاء بينك وبين المتدرّب المحتمل: إما أن تُبهره خلال ثوانٍ… أو يضغط “رجوع” ويختفي في زحام الإنترنت.

فكيف تصمم صفحة تحوّل النظرات العابرة إلى تسجيل فعلي؟

الجواب في العناصر التالية

عنوان رئيسي قوي: النتيجة أولًا، لا الموضوع

العنوان هو اللحظة الأولى… فإن لم يُقنع، لن يُكمل أحد القراءة.

  • لا تكتب: “دورة في أساسيات التصميم الجرافيكي”
  • بل اكتب: “صمّم هوية بصرية كاملة لعميلك خلال 7 أيام حتى لو كنت مبتدئًا”

العنوان الناجح يجب أن يحتوي على:

  • نتيجة قابلة للقياس
  • مدة زمنية
  • لمسة من التحدي أو الجاذبية

وصف مختصر… يبيع الفائدة لا المحتوى

ابتعد عن قول: “تتضمن الدورة 12 درسًا و4 وحدات و3 تمارين…”، القارئ لا يهتم بعدد الدروس، بل بما سيخرج به منها.

 بدلاً من ذلك، اكتب: “بنهاية الدورة، ستكون قادرًا على إنشاء خطة محتوى أسبوعية، وإطلاق إعلان فعّال على إنستقرام بدون الحاجة إلى خبير”.

اجعل الفقرة الأولى تختصر الإجابة على: ماذا سأستفيد؟ ولماذا يجب أن أبدأ الآن؟

دليل اجتماعي: شهادات ونتائج حقيقية

لا شيء يبني الثقة مثل متدرّب سابق يقول: “كنت ضائع في تسويق مشروعي، بس هالدورة رتّبت أفكاري فعليًا، وبدأت أبيع!”.

 نصائح لإبراز التقييمات:

  • استخدم صورة المتدرّب أو اسمه الحقيقي (بإذنه طبعًا)
  • ركّز على نتيجة حقيقية لا مجرد مجاملة
  • إن أمكن، أضف فيديو قصير (حتى 30 ثانية) فيها المتدرّب يشارك تجربته

تصميم بصري بسيط… يوجّه لا يُشتّت

  • لا تضع روابط كثيرة أو قوائم جانبية.
  • لا تُغرق الصفحة في صور أو ألوان تصرف النظر عن الدعوة الأساسية.

خلافًا لذلك استخدم تقسيمًا واضحًا:

  • العنوان
  • الفائدة
  • ماذا ستتعلّم
  • لمن هذه الدورة
  • ماذا قالوا عنها
  • زر التسجيل

فكر في الصفحة كقصة قصيرة بإخراج بصري ذكي، لا كفيلم وثائقي.

 نموذج تسجيل سهل وسريع

هل تطلب 6 خانات؟ رقم جوال؟ عنوان سكن؟ تاريخ الميلاد؟… أنت بذلك تُهدي المنافس دورة مجانية، لأن العميل سيهرب بلا رجعة.

اجعل التسجيل بسيطًا:

  • الاسم
  • الإيميل
  • رقم الجوال فقط (إن لزم)
  • خيارات دفع مباشرة (مدى – STC Pay – Apple Pay)

كل خطوة إضافية تعني متدرّبًا أقل.

صفحات الهبوط ليست مجرد “تصميم جميل”… بل هي نقطة التحوّل بين فضول عابر ومشتري ملتزم، اجعلها بسيطة، سريعة، وتُقنع خلال لحظات.

وكما يقول أهل الخبرة: العميل لا يقرأ… بل يمسح بعينه فاجعله يلتقط الجوهر فورًا.

 إنتاج محتوى تسويقي بسيط لكن فعال

صفحة الهبوط أصبحت جاهزة، العنوان مشوّق، الفائدة واضحة، ونموذج التسجيل بسيط… ممتاز! لكن لحظة، من أين سيأتي الزوّار أصلاً؟ هل سينزلون من السماء؟ بالطبع لا.

هنا يأتي دور المحتوى التسويقي الذكي ذاك المحتوى الذي لا “يصرخ للبيع”، بل يقدّم قيمة تجرّ الانتباه… وتزرع الفضول.

وفي هذا الزمن، لا شك أن الفيديو هو نجم العرض، ليس من باب الترند فقط، بل بالأرقام، فبحسب الإحصاءات 78٪ من المسوّقين يزيدون استثمارهم في الفيديو، لأنه ببساطة: يبيع أكثر، ويقنع أسرع، ويُتذكّر لفترة أطول.

فلنبدأ الآن ببناء خطة تسويقية بسيطة، لكنهت فعّالة وتقود جمهورك مباشرة نحو زر “سجّل الآن”:

مقاطع قصيرة من الدورة (30–60 ثانية)… أظهر ما عندك ببساطة

بدل أن تقول “في الدورة ستتعلّم كذا”، أظهر لهم ذلك!  اختر مقطعًا عمليًا من الدورة، وشاركه على شكل فيديو قصير:

  • يشرح نقطة مهمة
  • يقدّم تمرينًا بسيطًا
  • يكشف عن “خطأ شائع” مع تصحيحه

 الهدف من هذه المقاطع ليس التعليم الكامل، بل إثارة الفضول، مثل لقطة تشويقية من فيلم ناجح.

تذكر أن الفيديو الذي يحتوي على “مشكلة شائعة + حل ذكي ومباشر” هو الأكثر جذبًا للمشاهدين، خاصة على تيك توك وإنستغرام.

فيديو تعريفي بالمدرّب… بناء ثقة بصوتك وصورتك

قبل أن يشتري الناس الدورة، يشترون الشخص الذي يقف خلفها، فيديو قصير (60–90 ثانية) تُعرّف فيه بنفسك، مسيرتك، ولماذا صمّمت هذه الدورة، يُحدث فرقًا كبيرًا.

عناصر يجب تضمينها:

  • من أنت ولماذا تستحق المتابعة؟
  • ما الألم الذي رأيته في السوق وتريد حله؟
  • ماذا سيستفيد المتدرّب بعد 7 أيام من التسجيل؟

لا تبحث عن المثالية، بل الصدق والعفوية. فيديو بسيط من كاميرا جوّالك بإضاءة جيدة كافٍ ليُظهر شخصيتك.

منشورات مشكلات/حلول… حفّز التفاعل بأسلوب القصة

الناس لا تتفاعل مع “سجّل الآن”، ولكنهم يتفاعلون مع: “كنت تحاول تروّج لدورتك، بس ما أحد يتفاعل؟ إليك السبب…”

اكتب منشورات قصيرة على شكل:

  • قصة من الواقع (يفضّل أن تكون سعودية أو محلية)
  • مشكلة متكررة
  • حل بسيط يوجد داخل الدورة

انتبه إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي أن المنشورات التي تحتوي على نقطة ألم + وعد بالحل تحقق أعلى تفاعل وتحويل على المنصات.

 تصميم غلاف جذّاب للدورة… لأنه هو أول ما يُرى

قد يبدو الأمر بسيطًا، لكنه مؤثر جدًا، غلاف الدورة يجب أن يتضمن:

  • اسم الدورة بخط واضح
  • صورة المدرب (نعم، صورتك!)
  • وصف مختصر جدًا للفائدة

تذكّر أن الغلاف ليس للزينة، بل هو مثل غلاف كتاب… إمّا أن يدعو القارئ للدخول، أو يدفعه للبحث عن غيره.

وعلى سبيل النصيحة، استخدم أدوات مثل Canva أو اطلب تصميمًا بسيطًا من مصمم محترف على منصات سعودية مثل مستقل أو خمسات.

في عالم السرعة والمحتوى القصير، لم يعُد السؤال “هل أصنع محتوى؟”، بل: “هل أصنعه ببساطة… وبذكاء؟”، ذلك أن المحتوى التسويقي الناجح لا يطلب البيع، بل يبني علاقة ذكية تؤدي إليه طبيعيًا، والمحتوى البصري، وخاصة الفيديو، هو أسرع الطرق لزرع هذه العلاقة.

استخدام وسائل التواصل باحتراف ولو بجهد فردي

بعد أن أبدعت في إنتاج محتوى تسويقي جذّاب من فيديوهات قصيرة، إلى منشورات تحلّ مشكلات جمهورك تأتي الخطوة التالية: أين تنشر كل هذا؟ وأي منصة تستحق وقتك؟

دعنا نتّفق: ليس عليك أن تكون في كل مكان، في الحقيقة، المحترف لا يركض خلف كل المنصات، بل يركّز على منصة واحدة يتواجد فيها جمهوره الحقيقي، ويتقن اللعب على أرضها.

تخيّل أنك تبيع دورة لتسويق منتج يدوي عبر الفيديو، وتقرر نشر محتواك على لينكدإن، ستسمع صوت الصدى، لا صوت التسجيلات.

فلنرَ كيف تستثمر وسائل التواصل باحتراف لو كنت فريقًا من شخص واحد فقط 

 اختر منصتك الأساسية… لا تتشتّت

وفقًا لدليل تسويق الدورات على السوشيال ميديا، تبدأ الخطة باختيار منصة واحدة رئيسية، بناءً على:

  • مكان تواجد جمهورك
  • نوع المحتوى الذي تقدّمه

أمثلة:

  • إن كنت تخاطب جمهورًا بصريًا سريع الاستجابة؟ تيك توك أو إنستغرام.
  • جمهورك يحب النقاشات والروابط والأفكار؟ تويتر.
  • تستهدف جمهورًا احترافيًا؟ لينكدإن.

التواجد المتشتت دون خطة = جهد ضائع، ابدأ بمنصة واحدة، ووسّع تدريجيًا إن لزم.

شارك تفاعل المتدرّبين… واجعلهم يسوّقون معك!

تخيل منشورًا فيه صورة من واجب طالب، أو تعليق كتبه أحدهم يقول: “هذا أول إعلان أكتبه بيدي! الدورة فعلًا عملية!” كم سيكون تأثير هذا أكبر من ألف كلمة منك؟

المحتوى الذي يبرز تفاعل الجمهور هو من أقوى أدوات بناء الثقة، لذا شارك:

  • سكرين من التمارين
  • رسائل واتساب (بإذن المتدرّب)
  • صور لشهادات التخرج
  • تعليقات تحفيزية

 هذا النوع من المحتوى يبني مصداقية ويشجّع المترددين.

استخدم القصص اليومية… التذكير دون إزعاج

الميزة الذهبية في القصص (Stories) هي أنها خفيفة، غير مزعجة، وتخلق تواصلًا مستمرًا.

استخدمها لتقول:

  • “باقي مقعدين!”
  • “الدورة تبدأ السبت الجاي”
  • “مين جاهز يتعلّم كيف يكتب إعلانًا يبيع فعلاً؟”

لا تخف من التكرار فالقصة تختفي خلال 24 ساعة، لكن تبقى في ذهن المتابعين إن كانت ذكية.

أطلق بثًا مباشرًا… لا تكن مجرد منشور

البث المباشر هو فرصة ذهبية لبناء علاقة حقيقية، خصوصًا في السوق السعودي حيث يتفاعل الجمهور بقوة مع الحوار المباشر.

أفكار لبث مباشر:

  • “ليش أطلقت هذه الدورة الآن؟”
  • “أسئلة وأجوبة مع المتابعين”
  • “شرح حي لمثال من الدورة”

هذا النوع من البثوث ليس فقط للتفاعل، بل هو وسيلة إقناع حيّة، تشعر المتابع أنك قريب ومتاح، لا مجرد حساب يروّج بصمت.

باختصار، وسائل التواصل الاجتماعي ليست فقط لنشر المحتوى، بل هي جهاز التنفّس اليومي لحملتك التسويقية، ركز على منصة واحدة، استخدم القصص، تفاعل مع متدرّبيك، وكن حاضرًا… لا مثاليًا، بل بشريًا.

بناء الثقة الشخصية والعلامة الفردية

بعد أن نشرت محتوى رائعًا على المنصة المناسبة، وتفاعلت مع المتدرّبين، وبدأ الجمهور يتعرّف على دورتك… تبقى خطوة فارقة بين “مشروع دورة ناجحة” و”دورة تُنسى في الزحام”: وجهك، صوتك، قصتك.

ببساطة الناس لا تسجّل في دورة مجهولة، حتى لو كان محتواها ممتازًا، لكنهم يسجّلون عند شخص يعرفونه، أو يشعرون أنهم يعرفونه، وهنا يأتي دور ما يسمى بـ: بناء الثقة الشخصية والعلامة الفردية.

كن حاضرًا بصورتك وصوتك… لا تختبئ خلف الشعار

بناء العلامة الشخصية يبدأ من الظهور الحقيقي:

فيديوهات فيها وجهك

  • صوتك يشرح
  • لمساتك في الأسلوب
  • وحتى لحظات العفوية والإنسانية

لا تُخفِ نفسك خلف تصاميم أنيقة وشعارات، بخلاف ذلك كن حاضرًا، ولو بكاميرا جوالك، ولا تنتظر المثالية فالظهور الصادق أقوى من الإخراج السينمائي.

كما تقول دراسة من ResearchGate، فإن الظهور المنتظم للمدرّس أو المدرب بصورته الحقيقية يرفع مستوى الثقة والمصداقية لدى المتعلّمين، خصوصًا في البيئة الرقمية.

 شارك من وراء الكواليس… الناس تحب من يشاركهم الرحلة

أنت لا تسوّق فقط دورة، بل رحلة إعداد دورة، صوّر لحظات من كتابة المحتوى، من جلسات العصف الذهني، من التعديل على الفيديوهات، ذلك أن هذا النوع من المحتوى يُشعر المتابع أن له نصيبًا في بناء الدورة.

 أمثلة:

  • صورة من دفتر ملاحظاتك
  • مقطع سريع أثناء تسجيل أحد الدروس
  • لقطة شاشة من دردشة مع متدرّب يحفّزك

هذا ما يسمى المحتوى الذي يصنع إنسانًا من صاحب العلامة، لا مجرد واجهة تسويقية.

استخدم أسلوبًا إنسانيًا… القصص تربح دائمًا

“كنت مثلك… لا أعرف من أين أبدأ، جربت كذا وكذا، تعبت، ثم وصلت للطريقة التي اشتغلت معي. فقررت أختصر عليك الطريق”، هذه الكلمات أقوى من أي إعلان، فالقصص تبني جسورًا لا تبنيها التنسيقات.

في دراسة من HBR حول بناء العلامة الشخصية الحديثة، وُجد أن الأسلوب الصادق القائم على مشاركة القيم والتجربة الشخصية هو أكثر ما يميز العلامة القوية عن المكررة.

اعرف ما تريد أن تُعرف به… وكرّره بثقة

ما هو الانطباع الذي تريد أن يخرج به الناس بعد متابعة محتواك؟ أنك خبير في الإعلانات؟ صانع محتوى يعرف السوق السعودي؟ شخص يبسّط المفاهيم المعقّدة؟ اختر مركز الجاذبية هذا ووجّه كل محتواك نحوه.

بعبارة أخرى لا تُقدّم نفسك ككل شيء للجميع. اختر صورتك الذهنية، واصنع محتواك ليخدمها.

تذكر أن بناء الثقة الشخصية لا يحدث بليلة وضحاها، لكنه يحدث حين تظهر، وتشارك، وتحكي، وتكون أنت… لا نسخة معدّلة ومصقولة أكثر من اللازم، الناس لا تبحث عن الخبير فقط، بل عن الخبير الذي يمكنهم الوثوق به، ودورتك ليست مجرد محتوى، بل امتداد لشخصك وصوتك وتجربتك.

استراتيجيات تسعير ذكية ومستدامة

بعد أن بنيت علامتك الشخصية وأصبحت معروفًا لدى فئتك المستهدفة، قد تظن أن الطريق صار معبّدًا نحو المبيعات، لكن، لحظة… قبل أن يظهر زر “اشترِ الآن”، يظهر سؤال أكثر حساسية لدى المتدرّب المحتمل: هل السعر يستحق؟

هنا تأتي واحدة من أدق مراحل التسويق للدورات التدريبية: استراتيجية التسعير، وهي ليست مجرد رقم يوضع عشوائيًا، بل مزيج من فهم السوق، وتقدير القيمة، واستيعاب نفسية المتدرّب.

في هذا المحور، سنرسم خريطة تسعير ذكية، مستدامة، وقابلة للتنفيذ في السوق السعودي، بالاعتماد على توصيات الخبراء.

 قدّم خصمًا للمبادرين… ولا تنتظر “اللحظة الأخيرة”

استراتيجية التسجيل المبكر (Early Bird Pricing) هي واحدة من أكثر الأدوات فاعلية لتحفيز الناس على الشراء قبل التردّد.

 كيف تعمل؟

  • تمنح شعورًا بالخصوصية والتميّز
  • تضيف عنصر “الندرة” (المقاعد محدودة، الوقت محدود)
  • تُحفّز القرار بدل الانتظار

اجعل العرض واضحًا، محددًا بوقت أو عدد مقاعد، واذكر الفائدة المباشرة، مثلًا: “سجّل قبل تاريخ 15 شوال، واحصل على خصم 20٪ + جلسة استشارية مجانية”.

جرّب تقديم باقة VIP… البعض لا يريد الأرخص، بل الأفضل

ليس كل من يبحث عن دورة يريد السعر الأرخص، البعض يبحث عن تجربة أكثر خصوصية أو دعم مباشر، بحسب الخبراء تقديم باقة “متميزة” (مثل VIP) يُتيح لك:

  • رفع قيمة الدورة
  • جذب شريحة مستعدة للدفع مقابل دعم إضافي

ما يمكن تضمينه في باقة VIP:

  • جلسة استشارية خاصة معك
  • مراجعة مشاريع المتدرّب
  • قروب واتساب مغلق للدعم السريع
  • حضور بث خاص بعد نهاية الدورة

حسنًا تأكد من أنك لا تفرضها، بل اجعلها خيارًا ذكيًا يُشعر المتدرّب بالتميّز مقابل استثمار أكبر.

سهّل الدفع… وقسّط لو أمكن

السوق السعودي أصبح يعتمد على وسائل دفع رقمية متعددة وسهلة، فلا تجعل “التعقيد” عقبة أمام قرار الشراء،  استخدم وسائل مثل:

  • مدى
  • STC Pay
  • Apple Pay
  • أو بوابات محلية مثل تابي وتمارا (للدفع بالتقسيط)

وإن لم يكن لديك اشتراك مع بوابات التقسيط، فكّر في عرض بسيط مثل: “ادفع على دفعتين: الأولى الآن، والثانية بعد انتهاء الدورة”، هذا الخيار لا يُخفّف العبء المالي فقط، بل يُقلّل التردد عند اتخاذ القرار.

لا تبدأ بأقل سعر… بل بأوضح قيمة

الخطأ الشائع: “بما إني جديد، خليني أبدأ بسعر منخفض”، لكن في الحقيقة التسعير المنخفض قد يُرسل رسالة خاطئة: “هل هذه الدورة فعلاً تستحق؟ ليه رخيصة؟”، و الحل:

  • ابدأ بسعر يعكس القيمة التي تقدّمها
  • ثم ادعمه بمحتوى تسويقي يُبرّر هذا السعر (فيديوهات – نتائج – تجارب)

لا تنسَ أن السعر جزء من الهوية الذهنية لدورتك، والجمهور لا يشتري الأرخص دائمًا، بل الأوضح والأكثر ثقة.

التسعير ليس مجرد رقم… بل رسالة تقول: “أنا واثق من محتواي”، أو على العكس، “أنا خائف من الرفض”، لذا كن ذكيًا: جرّب، راقب، عدّل، لكن لا تتهاون في تقدير قيمة تعبك وخبرتك، والأهم: اجعل كل ريال يُدفع في دورتك يبدو كأنه استثمار ناجح لا مخاطرة.

تتبع الأداء وتحسين الحملة

بعد كل الجهد الذي بذلته في العرض، والمحتوى، والتفاعل، والبثوث، وحتى اختيار السعر… يبقى سؤال واحد يقرّر مصير حملتك: “ما الذي نجح؟ وما الذي لم يُحدث أي فرق؟”

في التسويق، الشعور لا يكفي، قد تحب منشورًا جدًا، وتكتشف لاحقًا أنه لم يجلب ولا نقرة واحدة! وقد تظن أن منصة معينة فعالة، بينما الجمهور جاء من مكان آخر تمامًا.

وهنا تبدأ أهمية تتبع الأداء وتحليل النتائج، وهو ما يُحسن حملتك الحالية… ويصنع نسخة أقوى من دورتك القادمة.

تتبّع مصادر التسجيلات… واعرف من أين أتى جمهورك الحقيقي

الخطوة الأولى لتحليل الأداء هي معرفة القناة التي أدّت إلى التسجيل:

  • هل جاء الزائر من إنستقرام؟
  • من بث مباشر على تيك توك؟
  • من رسالة واتساب أرسلتها لأحد القروبات؟

استخدم أدوات بسيطة مثل:

  • روابط UTM لكل منصة
  • تتبع Google Analytics
  • مراجعة أرقام الدفع ومعرفة من أين دخل الزائر أول مرة

لا تُخمن، بل اعتمد على البيانات لتعرف أين تستثمر وقتك ومالك المرة القادمة.

ما المحتوى الذي جذب أكبر تفاعل؟ اجعله مرجعك

ليس كل محتوى يولد بنفس التأثير، والمحتوى الذي يستحق أن تكرره، تطوّره، وتبني عليه، هو ما يحقق لك:

  • نقرات عالية
  • وقت مشاهدة طويل
  • تعليقات ومشاركات

ربما كان مقطعًا عفويًا يظهر فيه وجهك، أو قصة حقيقية من متدرّب سابق، أو سؤالًا أثار نقاشًا كبيرًا في التعليقات.

اجمع هذه المؤشرات، وضعها تحت عنوان: “ما يُشبه جمهوري”، وكرّره بذكاء.

 من لم يُكمل التسجيل؟ ولماذا؟

أحد أكثر التحليلات فائدة هو فهم: 

  • من ضغط على زر التسجيل… ثم غادر؟
  • من بدأ النموذج… وتوقّف؟
  • من أرسل لك سؤالًا… ثم لم يرجع؟

ربما السبب:

  • السعر كان مفاجئًا
  • الصفحة ثقيلة التحميل
  • لم يجد وسيلة دفع تناسبه
  • أو ببساطة… نسي

راجع الرسائل، حلّل السلوك، واسأل إن استطعت: “ما الذي منعك من إتمام التسجيل؟”، أحيانًا، إجابة واحدة تغيّر مجرى حملتك القادمة.

 بعد انتهاء الدورة… ابدأ جولة التحسين

انتهت الدورة؟ ممتاز… الآن يبدأ التسويق للنسخة التالية!

  • اجمع تقييمات مختصرة ومرئية من المتدرّبين
  • اطلب منهم تسجيل فيديو أو تعليق صادق
  • اسأل: “ما الذي كان مفيدًا فعلًا؟ وما الذي تمنّيت وجوده؟”

هنا أود أن أخبرك أن البيانات دون مراجعة يعني تكرار نفس الأخطاء بميزانية جديدة، لذا افهم، حسّن، وابدأ من جديد… هذه هي اللعبة الحقيقية.

ختامًا، الدورة القوية لا تكفي أن تكون مفيدة بل يجب أن تُرى، وتُسمع، وتُقنع، تسويقك هو صوتك في الزحام، وصورتك في ذهن المتدرّب.

ابدأ بخطوة صغيرة… لكن افعلها بوعي، وكرّرها بذكاء، وفي كل مرة تُطلق فيها دورتك، تذكّر أن كل شيء قابل للتطوير… ما دام قابلًا للقياس.

المصادر:

How to Market Online Courses: Key Considerations For New Course Creators – AccessAlly

Planning and Marketing Your Next Online Course: 5 Strategies

Optimizing Landing Pages for Lead Generation Webinar Archive

How to Create a Landing Page with High ROI [Expert and Data-Backed Tips]

High-Converting Course Landing Page: The Ultimate Guide And Examples

How To Sell A Course Online Through A Landing Page?

Leverage the Power of Video Marketing for Online Course Promotion

How to Use Video Marketing to Promote Your Online Courses

أحدث المقالات

كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ
كتبت بواسطة
نشرت بتاريخ