هل تعلم أن عدد مستخدمي LinkedIn في السعودية تجاوز 10 ملايين مستخدم؟ نعم، في يوليو 2025 بلغ عددهم 10,950,000 مستخدم، أي ما يعادل 28.7% من إجمالي سكان المملكة! وهذا الرقم لا يعكس مجرد نمو في عدد الحسابات، بل يدل على شيء أكبر أهمية LinkedIn كمحطة أساسية في المسار المهني، وبوابة للفرص، وبناء العلاقات، وحتى البيع الذكي.
وهكذا لا يمكن اعتبار لينكدإن مجرد منصة للتوظيف و”المجاملات المهنية”، في الحقيقة السوق السعودي جعل منها ملعبًا لتسويق جاد، وفرص ثقيلة، وصفقات لا تُنجز في مكان آخر.
فكر في الأمر لحظة، حين يكون جمهورك من المدراء، ورواد التقنية، وأصحاب القرار مجتمعون في منصة واحدة ألن يكون من الذكاء أن تتقن كيف تصل إليهم؟
بل أن تبني استراتيجية تُحوّل هذه الفرصة الرقمية إلى علاقات، ثم إلى عملاء، ثم إلى أرباح؟
في هذا الدليل، سنأخذك خطوة بخطوة لوضع استراتيجية التسويق عبر لينكدإن لشركتك، فما رأيك أن نبدأ من حيث تبدأ كل خطة تسويقية ذكية؟
لماذا لينكد إن لقطاع الأعمال؟
حسناً، بعد أن عرفنا أن السعودية من كبار اللاعبين عالميًا على LinkedIn، قد يخطر ببالك سؤال بسيط: “وش يعني هذا لي كمسوّق؟”، باختصار يعني أن جمهورك المستهدف، من مدير التسويق وحتى الرئيس التنفيذي، متصلون يوميًا، وينتظرون محتوى يفيدهم أو يُقنعهم.
إليك لماذا تعتبر LinkedIn قطعة ذهبية في أي استراتيجية تسويق عبر لينكدإن موجهة لقطاع الأعمال، خصوصًا في السوق السعودي:
منصة صنّاع القرار
- أكثر من 75% من مستخدمي لينكدإن في مناصب متوسطة إلى عليا
- المنصة تجمع بين التخصص، والجدية، وسرعة التفاعل
- في السعودية، كثير من المدراء يستخدمون لينكدإن كمصدر “اكتشاف حلول جديدة” وليس فقط لتوظيف
يعني لما تنشر، فأنت لا تتحدث مع جمهور عام بل مع من يملك القرار.
المستخدم هنا يبحث لا يمرّ مرور الكرام
- على عكس المنصات الترفيهية، مستخدم LinkedIn غالبًا في مزاج: “دعني أتعلم… أو أشتري”
- نسبة النية الشرائية (High Intent) أعلى بمراحل، خصوصًا في قطاعات B2B
- المحتوى المتخصص، مثل دراسات الحالة أو المقارنات، يحظى بتفاعل حقيقي لا “لايكات مجاملة”
بمعنى آخر إعلانك أو محتواك لا يُدفن وسط فيديوهات قطط وأطباق فطور.
مناسب للمبيعات المعقدة والمطوّلة (B2B)
- LinkedIn منصة ممتازة لبناء علاقة قبل البيع
- تسهّل استهداف الجهات متعددة أصحاب المصلحة
- تدعم “البيع الاجتماعي” (Social Selling) بذكاء
يعني بدل ما تتصل باردًا، تقدر “تدخل الديوانية الرقمية” وتبدأ الحديث بلطافة.
الجوّ العام يدعم المحتوى SaaS والتقني
- المستخدمون معتادون على استكشاف أدوات جديدة
- المحتوى مثل “جرب مجانًا”، “شاهد الديمو”، “اكتشف الفرق” يلقى تفاعلًا ممتازًا
- السوق السعودي متعطش لحلول رقمية، وLinkedIn هو المنصة المناسبة لعرضها
بمعنى أن لينكدإن هو المسرح المثالي لعروضك التقنية فقط اعرضها كما تستحق.
ليس للتسويق فقط بل لصورة البراند كاملة
- يساعد في جذب الكفاءات والموهوبين
- يبني انطباعًا ذهنيًا عن شركتك: مهنية، موثوقة، و”متحركة في السوق”
- يعزز الثقة قبل قرار الشراء
يعني تسوّق للعميل وتلفت نظر الموظف المحتمل بنفس الوقت، عرض 2 في 1.
LinkedIn في السعودية لم يعد خيارًا تكميليًا، بل أرضًا أساسية لبناء علاقات تجارية حقيقية، وإن لم تبدأ بعد، فثق أن منافسك على الأغلب بدأ وربما ظهر في خلاصة عميلك قبل دقائق!
الأساس التسويقي عبر لينكدإن للشركات
بعد أن اقتنعنا أن LinkedIn في السعودية ليس مجرد منصة، بل ساحة تسويق ناضجة ومليئة بالفرص، يأتي السؤال المنطقي: “جميل… بس من وين نبدأ؟”
لا تقلق، لن نرميك في البحر بدون سترة نجاة، هنا نضع القواعد الأساسية التي تبني عليها أي استراتيجية تسويق عبر لينكدإن ناجحة، خصوصًا في السوق السعودي.
تحسين صفحة الشركة: وجهك الرسمي
- اختر وصفًا واضحًا ومباشرًا يشرح القيمة التي تقدمها شركتك خلال 7 ثوانٍ أو أقل
- استخدم كلمات مفتاحية يبحث عنها جمهورك (مثل: SaaS، حلول رقمية، B2B، إلخ)
- حمّل صورة غلاف احترافية تُعبّر عن هوية البراند
- أضف زر دعوة فعل (CTA) واضح مثل: ابدأ تجربتك المجانية أو احجز عرضًا تجريبيًا الآن
صفحتك ليست مكانًا للديكور بل هي بَوابة ثقة أولى، تذكر هذا دائمًا.
صفحات العرض الفرعية (Showcase Pages): خصّص لتكسب
- أنشئ صفحة فرعية لكل منتج أو حل رئيسي
- استخدمها للتفاعل مع جمهور متخصص، وتقديم محتوى مخصص
- ممتازة للشركات متعددة الخدمات أو التي تملك حلول SaaS مختلفة
تخيّل أن عندك فروعًا داخل الفرع الرئيسي، كل واحد يخدم جمهورًا مختلفًا بلغة مفهومة ومحتوى مخصص، هكذا ستكون تجربة أوضح للزائر، وتفاعل أعلى ينعكس مباشرة على نتائج استراتيجية التسويق عبر لينكدإن.
نبرة وهوية البراند: لا تتحدث مثل الروبوتات
- حدد نغمة صوت شركتك: هل أنتم رسميون؟ وديّون؟ تقنيون؟
- أنشئ دليلاً أسلوبيًا (Style Guide) يعكس شخصيتكم، وراعِ الثنائية: عربي/إنجليزي حسب جمهورك
- ثبّت قوالب مرئية موحدة (ألوان، خطوط، شعارات) تعزز الذاكرة البصرية
الناس لا تتفاعل مع شعارات بل مع صوت وهوية يشعرون أنها “تشبههم” وتمثلهم، وكل شركة ناجحة على لينكدإن عندها شخصية واضحة تتكلم بلهجة مفهومة، وتترك انطباعًا لا يُنسى.
الحوكمة والنشر: رتّب اللعب قبل أن تبدأ المباراة
- ضع سياسة واضحة لنشر المحتوى من قبل الموظفين (متى، كيف، وماذا؟)
- عرّفهم بقواعد الامتثال، وطرق الرد على التعليقات أو الأزمات
- استخدم أدوات جدولة ومراجعة لضمان تناسق النبرة والمحتوى
التسويق لا يكون عشوائيًا خصوصًا إذا كنت تمثّل شركة كبيرة.
التحليلات والتتبع: لا تسوّق وأنت مغمض العينين
- فعّل Insight Tag من LinkedIn لتتبع زيارات موقعك
- استخدم روابط UTM لقياس أداء المنشورات والحملات
- راقب مؤشرات مثل: الوصول، التفاعل، التحويلات، والصفحات الأكثر جذبًا
من لا يقيس لا يعرف إن كان يتقدم أم يدور في نفس المكان.
بهذا التأسيس المحترف، تكون قد بنيت قاعدة صلبة تطلق منها استراتيجية التسويق عبر لينكدإن بثقة، صفحتك الآن ليست فقط موجودة بل مجهّزة لتقنع، تُلهِم، وتبيع.
استراتيجية التسويق عبر لينكدإن
بعد ما جهّزنا “البيت الرقمي” ورتّبنا الصفحة والهوية، جاء وقت اللعب الحقيقي، لأنه بدون استراتيجية واضحة، محتواك سيضيع مثل إعلان في آخر الليل لا أحد رآه، ولا أحد تفاعل معه.
هنا نرسم ملامح استراتيجية التسويق عبر لينكدإن التي تناسب السوق السعودي وتخاطب جمهورك المهني بذكاء وتركيز.
حدّد أهدافك ومؤشرات الأداء أولًا
قبل أن تكتب منشورًا أو تطلق حملة، اسأل نفسك: “وش الهدف من هذا كله؟”:
- زيادة الوعي بالعلامة التجارية؟
- توليد عملاء محتملين؟
- حجوزات للعرض التجريبي؟
- تحميل دليل؟
- أو ببساطة: تجربة مجانية للمنتج؟
ثم اربط كل هدف بمؤشرات أداء (KPIs) مثل:
- عدد النقرات
- تكلفة الاكتساب (CAC)
- نسبة العملاء المحتفظ بهم (LTV:CAC)
النجاح لا يُقاس باللايكات بل بما يعود على عملك فعليًا.
اعرف عميلك كما تعرف قهوتك
تحديد شخصية العميل المثالي (ICP) أساس كل شيء:
- ما القطاع الذي يعمل فيه؟
- كم حجم شركته؟
- ما دوره الوظيفي؟
- وما “المشاكل” التي يحاول حلّها؟
ثم اسأل:
- ما الذي يدفعه للشراء؟
- وما الذي يُعيقه؟
- بأي لغة يحب أن يُخاطب؟
كلما عرفته أكثر، أصبحت رسائلك أقرب وأذكى.
التموضع وعروض القيمة: قلها بوضوح
- ما الذي يجعل منتجك أو خدمتك “الأفضل لهم”؟
- ما الزاوية التي تهمهم؟ هل هي تقنية؟ مالية؟ تشغيلية؟
مثال:
- المدير المالي يهمه التوفير
- المسؤول التقني يبحث عن التكامل والسهولة
- المدير التنفيذي يريد نتائج سريعة وملموسة
نفس المنتج، لكن زاوية العرض تغيّر كل شيء.
البيع القائم على الحسابات (ABM): ذكاء لا صدفة
- قسّم حساباتك المستهدفة إلى Tiers (حسب الأهمية والحجم)
- استخدم أسلوب One-to-one أو One-to-few حسب الموارد
- أنشئ “خريطة أصحاب المصلحة” داخل كل شركة
- خصّص رسائل ومحتوى لكل دور وظيفي
ABM في لينكدإن مثل دعوة VIP: لا عامة، ولا عشوائية، بل مصممة بدقة.
خريطة رحلة الشراء: لا تعامله وكأنه جاهز للشراء الآن
قسّم جمهورك حسب موقعه في القُمع التسويقي:
- TOFU (Top of Funnel): محتوى تعليمي خفيف، أسئلة، إحصائيات
- MOFU (Middle of Funnel): دراسات حالة، مقارنات، نتائج
- BOFU (Bottom of Funnel): CTA مباشر: “احجز ديمو”، “ابدأ تجربتك”
من ينقر على “تابعنا” ليس كمن يضغط “ابدأ الآن” فخاطبهم بما يناسب نضجهم.
الخطة الذكية تبدأ بالسؤال: لمن أتحدث؟ ومتى؟ ولماذا؟ ومع الإجابات الدقيقة، تصبح استراتيجية التسويق عبر لينكدإن آلة دقيقة تشتغل لصالحك 24/7.
التسويق بالمحتوى عبر لينكدإن
حسنًا رسمنا الخطة، حدّدنا الأهداف، وصرنا نعرف جمهورنا كأننا نشرب القهوة معه يوميًا، لكن كل هذه الاستراتيجية تبقى مجرد خرائط على ورق إن لم يُشعلها الوقود الحقيقي: المحتوى.
ففي عالم لينكدإن، المحتوى ليس “زينة” بل هو العملة التي تشتري بها الانتباه، الثقة، ثم الشراء.
إليك كيف تصنع محتوى يتحدث بلغة السوق السعودي، ويخدم استراتيجية التسويق عبر لينكدإن فعليًا، لا شكليًا:
أعمدة المحتوى: لا تنشر عشوائيًا
المحتوى الجيّد مبني على ركائز، مش على مزاج:
- تثقيف السوق: حول المشكلة، زاوية الحل، والفائدة (Pain → Insight → Solution)
- دراسات حالة: “قبل وبعد”، أرقام حقيقية، قصص عملاء سعوديين أو مشابهين
- محتوى المنتج: استخدامات، مقارنات، مزايا فريدة
- ريادة فكرية: من المؤسسين، فرق المنتج، أو الدعم—أفكار ذكية تثبت خبرتك
- محتوى نمو محرّك بالمنتج (PLG): مقاطع تشرح ميزة، تجربة مجانية
كل نوع يخدم مرحلة مختلفة في رحلة العميل فلا تكتفِ بنوع واحد.
التنسيقات التي تحقّق التفاعل
لينكدإن يحب التنويع، وجمهوره يقدّر الإبداع:
- مستندات/كاروسيل: تلخيصات، خطوات، مقارنات بصريّة
- فيديوهات قصيرة: شرح عملي، حكاية، “لقطة” من المنتج
- بث مباشر وفعاليات: ندوات، جلسات Q&A، إطلاق منتجات
- نشرات دورية (Newsletter): وسيلة احترافية للبقاء في ذهن المتابع
لا تخف من التكرار بتنسيقات مختلفة فبعض الجمهور لا يقرأ، لكنه يشاهد.
قواعد تحرير لا تحتمل التهاون
لكي لا يتحوّل منشورك إلى “فقرة في كتاب مدرسي”، التزم بالتالي:
- خطّاف (Hook) من أول سطر: سؤال، رقم، مفارقة، أو جملة تلامس الألم
- قيمة عملية: لا تنظير، بل معلومة مفيدة فورًا
- دليل أو رقم: شيء يُثبت، لا يُزخرف
- CTA واحد واضح: ما الذي تريده من القارئ؟ انقر؟ يشارك؟ يحجز؟
الكتابة للينكدإن ليست أدبًا بل فن التأثير بأقل عدد من الكلمات.
إيقاع النشر: 70/20/10
لا تكن ذلك المسوّق الذي كل ما ينشره هو “احجز الآن” و”اشترِ قبل نهاية العرض!”
قسّم المحتوى بنسبة ذكية:
- %70 تثقيفي: يفيد بدون طلب
- %20 منتجي: يشرح الحل
- %10 دعائي مباشر: CTA صريح (ديمو، عرض، تجربة)
بهذه النسبة، لن تُزعج جمهورك بل ستجذبه تلقائيًا.
لمسة SaaS: محتوى “يشوّق للتجربة”
إذا كنت تقدّم منتجًا رقميًا، فأنت تملك ميزة ذهبية المحتوى التفاعلي:
- مقطع 30 ثانية عن ميزة ذكية
- ديمو سريع “جرّب بنفسك”
- مقارنات قبل/بعد
- محتوى Onboarding يوضّح كيف تبدأ خلال 5 دقائق
دع المحتوى يبيع بدون أن تقول كلمة “اشترِ”.
في لينكدإن، المحتوى هو المحادثة التي تبدأ بها كل علاقة مهنية ناجحة، وحين تُتقن هذه المحادثة، ستجد أن استراتيجية التسويق عبر لينكدإن لا تفتح لك بابًا واحدًا بل تفتح أبواب السوق كلها.
دور الموظفين في التسويق
بعد كل المحتوى الرائع الذي تنشره، والتخطيط الاستراتيجي المحترف، هل تعتقد أن دور التسويق ينتهي عند حساب الشركة؟ ببساطة: لا.
لأنه في عالم لينكدإن، أقوى صوت قد لا يكون من حسابك الرسمي بل من موظفك!
في هذا المحور، سنريك كيف تفعّل فريقك ليصبح جزءًا حيًّا من استراتيجية التسويق عبر لينكدإن، ويعمل كسفير محترف للعلامة من قلب الفريق، لا من على الهامش.
تمكين الموظف ليكون سفيرًا للعلامة
- منشور من موظف يحقق تفاعلًا أعلى من منشور الشركة بمراحل
- المتابعون يثقون بالأشخاص أكثر من الشعارات
- الموظف الذي يشارك تجاربه يعكس صورة أصيلة للشركة
بعبارة أخرى لا أحد يروّج لك أفضل ممن يعيش التجربة يوميًا.
من تختار؟ السفراء ليسوا عشوائيين
اختر سفراءك من أقسام:
- المبيعات: الأكثر قربًا من العميل
- نجاح العملاء: يعرفون القصص الناجحة
- المنتج والهندسة: يعرضون عمق الفكرة
- القيادة: يعكسون الرؤية والثقة
فكر كأنك تختار “متحدثين رسميين” غير رسميين بصوت بشري طبيعي.
سلّحهم بأدوات جاهزة: حزمة التمكين
لضمان الاتساق وعدم التعطيل، جهّز لهم:
- قوالب منشورات جاهزة
- بنك أفكار للمواضيع (قصص عملاء، تحديثات، كواليس)
- مكتبة وسائط (صور، فيديو، عروض)
- دليل امتثال مختصر يوضح ما يُنشر وما لا يُنشر
لا تنتظر منهم أن يخترعوا المحتوى اجعل الأمر سهلاً ومتاحًا.
الروتين الأسبوعي: خفيف وذكي
- تفاعل ذكي يوميًا: تعليق، إعجاب، مشاركة هادفة
- 2–3 منشورات في الأسبوع لكل سفير
- تركيز على القصص الواقعية، والنتائج، والانطباعات الشخصية
الهدف ليس “إزعاج المتابع”، بل إبقاء الشركة في وعيه بلغة حقيقية.
البيع الاجتماعي (Social Selling): تسويق بدون “ضغط”
- علّق على منشورات الجمهور باهتمام
- أرسل دعوات شخصية بدون رسائل مبيعات مباشرة
- ابنِ العلاقة أولًا ثم قدّم القيمة لاحقًا
لا أحد يحب أن يشعر بأنه “هدف للبيع”، لكن الجميع يحب أن يُفهَم ويُقدَّر.
قياس الأثر: لأن التسويق بدون تتبّع يعني تخمين
تابع مؤشرات مثل:
- الوصول العضوي لمحتوى الموظفين
- الزيارات الناتجة عن منشوراتهم
- العملاء المحتملون المنسوبون إليهم
- عدد الحجوزات التجريبية التي بدأت من منشورات شخصية
كل تفاعل له أثر فقط تأكد أنك تراه وتحلّله.
الموظف لم يعد فقط جزءًا من الشركة، بل أصبح قناة تسويقية موثوقة بحد ذاته، فعندما تدمجهم ضمن استراتيجية التسويق عبر لينكدإن، فإنك لا تضاعف الوصول فقط بل تبني ثقة يصعب شراؤها.
إعلانات لينكد إن
بعد أن استثمرت في بناء محتوى قوي، وفعلت فريقك كسفراء للعلامة، ربما تسأل نفسك “هل أحتاج فعلاً إلى الإعلانات؟”، في الحقيقة نعم تحتاج، إذا كنت تريد تسريع النتائج، واختبار الرسائل، والوصول إلى حسابات دقيقة بذكاء.
في هذا المحور، سنأخذك في جولة عملية لبناء حملات إعلانية فعالة تخدم استراتيجية التسويق عبر لينكدإن، خطوة بخطوة.
حدّد أهداف حملتك بدقة
لينكدإن يقدّم لك خيارات ذكية حسب هدفك التسويقي:
- نماذج توليد العملاء (Lead Gen Forms): لا حاجة لصفحة هبوط خارجية
- تحويلات الموقع (Website Conversions): جذب الزوّار لموقعك أو صفحة معينة
- ريادة فكرية مدفوعة (Thought Leadership Ads): إعلانات لشخصيات الشركة وليس الحساب الرسمي
لا تطلق إعلانًا “بس تشوف كيف”، حدّد الهدف قبل الميزانية.
الاستهداف: لا تبحث عن جمهورك أوجده
من أهم مزايا لينكدإن: الاستهداف المهني الحقيقي، مثل:
- جماهير مطابقة (Matched Audiences): رفع قائمة حسابات/بريد إلكتروني
- إعادة الاستهداف (Retargeting): زار موقعك؟ شاهد الفيديو؟ أعد التفاعل معه
- جماهير شبيهة (Lookalikes): خوارزمية تجد لك ناس يشبهون عملاءك الحاليين
يعني تقدر تترك “التخمين” وتبدأ الإعلان لجمهور فعلاً يهمّه عرضك.
الإبداع حسب القُمع التسويقي: لا تُعلن للكل بنفس الرسالة
قسّم حملاتك حسب موقع العميل داخل رحلة الشراء:
- TOFU (Top of Funnel): فيديو تعليمي، إحصائيات، سؤال ذكي
- MOFU (Middle): دراسة حالة، مقارنة، ميزة مهمّة
- BOFU (Bottom): دعوة صريحة: “احجز ديمو”، “ابدأ تجربة مجانية”
لا تنسَ اختبار A/B لتحديد الأفضل من حيث:
- العنوان
- الصورة
- الرسالة
- نوع العرض
الإعلانات الذكية لا تبيع بل تمهّد للشراء باحتراف.
تحسين نماذج Lead Gen: لا تكثر أسئلة، قدّم فائدة
- اجعل النموذج بسيطًا: الاسم + البريد + الوظيفة تكفي غالبًا
- أضف حافزًا قويًا: Lead Magnet مثل: دراسة حالة، مقارنة بين حلول
- اربط النموذج مباشرة بفريق المبيعات أو الأتمتة التسويقية
العميل مشغول ربما، لكن إذا شعر أن هناك قيمة، يملأ النموذج بسرعة.
عروض SaaS ذكية: فكر كأنك في متجر حلول تقنية
بدل أن تروّج “جرّبنا” فقط، قدّم ما يلي:
- ديمو تفاعلي سريع
- Proof of Concept خفيف (جرب ميزة على مشروع حقيقي)
- حاسبة ROI تقارن قبل وبعد
- عرض تجميعي (Bundle) لحل مشكلة محددة
العميل السعودي يحب الحلول الواقعية لا الكلام الإنشائي.
الميزانيات والمزايدات: لا تصرف كل الريال على أول حملة
- خصّص الميزانية حسب: المرحلة، الشريحة، نوع المحتوى
- ابدأ بمبالغ اختبارية، ثم ضخّم ما ينجح
- استخدم قواعد إيقاف/استمرار حسب الأداء (CPL/Quality Leads)
الإعلان في لينكدإن غالي يمكن. لكن إن أُحسن استخدامه فهو استثمار ذكي.
الإعلانات ليست مجرد وسيلة للظهور، بل أداة لتسريع النمو بذكاء، ومع استهداف دقيق، ورسائل مدروسة، ستكون استراتيجية التسويق عبر لينكدإن أكثر تأثيرًا وأقل تكلفة على المدى الطويل.
خطة الـ 90 يومًا للتسويق عبر لينكد إن
طيب… كل هالكلام جميل، بس وين نبدأ فعليًا؟ ببساطة ابدأ بخطة 90 يومًا مقسّمة إلى ثلاث مراحل، كل مرحلة تبني على اللي قبلها، لتطبيق استراتيجية التسويق عبر لينكدإن بشكل تدريجي وذكي.
المرحلة 1 (من 0 إلى 30 يومًا): تأسيس وبناء
- تحسين صفحة الشركة والـ Showcase
- تحديد ICP والرسائل
- إعداد أدوات التتبع (Insight Tag + UTM)
- إطلاق محتوى أولي تجريبي
- اختيار سفراء من الفريق وتمكينهم
المرحلة 2 (من 31 إلى 60 يومًا): تشغيل وتوسيع
- تنويع المحتوى (كاروسيل، فيديو، بث)
- بدء أول حملة Lead Gen مدفوعة
- تشغيل ABM واستهداف الحسابات المهمة
- تفعيل البيع الاجتماعي باستخدام Sales Navigator
- مراجعة أسبوعية لأداء المحتوى والحملات
المرحلة 3 (من 61 إلى 90 يومًا): تحسين وتثبيت
- إطلاق دراسة حالة قوية
- تجربة عروض BOFU مثل الديمو التفاعلي
- تحسين نماذج Lead Gen
- قياس التأثير (Demo → SQL)
- إصدار خطة الربع القادم بناء على البيانات
بـ 90 يومًا فقط، يمكنك تحويل لينكدإن من حضور خجول إلى قناة تسويق استراتيجية تعمل لصالحك، بذكاء، ونتائج ملموسة.
لينكدإن اليوم لم يعد ترفًا أو منصة للتهنئة فقط، بل ساحة استراتيجية لبناء علاقات، وتوليد عملاء، وتسويق يحترم عقل جمهورك.
فمن الصفحة إلى الإعلان، ومن الموظف إلى المحتوى، كل خطوة في استراتيجية التسويق عبر لينكدإن تمهّد لك طريقًا للنمو الذكي في السوق السعودي.
والباقي يبدأ بخطوة واحدة منك.
المصادر:
Linkedin users in Saudi Arabia – July 2025
Why Your Business Should Do More On LinkedIn
Understanding Why LinkedIn is Important for Your Business – Clearview Social
LinkedIn Marketing: The Complete Guide to Boost Your Strategy | Sprout Social
LinkedIn Marketing Strategies: A How-to Guide for 2024 | Sprinklr
LinkedIn Marketing: Comprehensive Guide for 2025
Mastering LinkedIn content marketing: Strategies and examples
Employee Advocacy on LinkedIn: Your Brand’s Hidden Growth Engine
LinkedIn ads: Everything you need to know in 2025
The ultimate guide to LinkedIn ads: Mastering your B2B marketing
