<linearGradient id="sl-pl-stream-svg-grad01" linear-gradient(90deg, #ff8c59, #ffb37f 24%, #a3bf5f 49%, #7ca63a 75%, #527f32)

مدونة ماتركس

Blue Ocean Strategy: أوقف كل شيء وابدأ من حيث لا يتوقع أحد

تبيع مثل غيرك؟ تسوّق مثلهم؟ إذاً ستخسر مثلهم، أو أسوأ ستظل تحفر مكانك في الصخر بلا جدوى، وهنا نصل لحل مختلف، اسمه Blue Ocean Strategy. لا، ليست موضة إدارية جديدة، ولا وصفة سحرية من TED Talk، إنها ببساطة فن الخروج من الزحمة، والذهاب إلى حيث لا منافسة، ولا دماء تسويقية على الأرصفة.

تخيل سوقًا جديدًا لا أحد ينازعك فيه، لأنك أنت من اخترعه، والعميل يندهش لا يمل، يقبل لا يتردد، ويشتري لأنك لم تكرر ما قيل له ألف مرة.

في هذا الدليل، لن نُكثر من الكلام، بل سنذهب مباشرةً إلى صلب الفكرة. ما هي Blue Ocean Strategy؟ كيف تُطبَّق؟ ولماذا هي بالذات مهمة للمسوق الذكي في السعودية؟

اربط الحزام، سنُبحر، ولا تقلق، الماء هنا أزرق بدون عواصف وازدحام سفن!

ما هي Blue Ocean Strategy؟

دعنا نكمل من حيث توقفنا.. أنت مسوّق ذكي، تعرف أن الزحمة لا تعني الفرصة، بل تعني خطر الانسحاق. وهنا تمامًا تلوح أمامنا فكرة Blue Ocean Strategy لا كحل بديل، بل كقلبٍ كامل للمعادلة.

ما المقصود بـ Blue Ocean Strategy؟

هي باختصار أن تترك الحلبة التي يتصارع فيها الجميع، وتذهب لتصنع حلبة جديدة لك وحدك.

في عالم الأعمال، تسمي الأسواق التقليدية بالمحيطات الحمراء (Red Oceans)، حيث المنافسة شرسة، والدماء التسويقية تسيل من كل الجهات: 

  • خصومات
  • استنساخ
  • حملات إعلانية مرهقة

والنتيجة أن هوامش ربح تتآكل، وعميل يشعر أنه سمع كل شيء من قبل.

أما في Blue Ocean Strategy، فالفكرة مقلوبة تمامًا:

  • نخلق سوقًا جديدة بدلاً من القتال في السوق القائمة.
  • نبتكر عرضًا فريدًا يجعل العميل يلتفت دون أن نصرخ.
  • نلغي المنافسة بدلًا من محاولة التفوق على المنافس.
  • ببساطة، نتحول من سباق البقاء إلى سباق الابتكار.

الفرق بين المحيط الأحمر والمحيط الأزرق

المقارنةRed Ocean (المحيط الأحمر)Blue Ocean (المحيط الأزرق)
السوقموجود ومزدحمجديد وغير مستغل
المنافسةشرسة ومباشرةغير موجودة أو غير مهمة
القيمة المقدمةتقليدية، مع تحسينات طفيفةمبتكرة، تقدم شيئًا مختلفًا تمامًا
التسعيرمعتمد على السوق والمنافسينمبني على القيمة المُبتكرة
الربحيةمنخفضة، بسبب التنافسأعلى، نتيجة قلة العرض وارتفاع القيمة

من أين جاءت هذه الفكرة؟

تم تطوير مفهوم Blue Ocean Strategy من قبل الباحثَين “كيم وتشان” في كتاب شهير حمل نفس الاسم، حيث درسا مئات الشركات الناجحة، ولاحظا أن أكبر الطفرات لم تأتِ من صراع السوق بل من كسر قواعد اللعبة.

لماذا تهم المسوّق في السعودية؟

لأن السوق السعودي يشهد تشبعًا في كثير من المجالات، من المطاعم إلى المتاجر الإلكترونية، ومن المحتوى إلى الخدمات. المنافسة وحدها لم تعد كافية. تحتاج إلى طريقة تفكّر فيها خارج الصندوق أو تخلق صندوقًا جديدًا تمامًا.

Blue Ocean Strategy ليست رفاهية، بل ضرورة في سوق مزدحم. إنها دعوة للابتكار، ولفهم أن أعظم الفرص لا تُنتزع من يد المنافس، بل تُصنع من لا شيء… بإبداع.

الهدف من استخدام Blue Ocean Strategy

حسنًا الآن بعد أن فهمنا الفكرة المجنونة خلف Blue Ocean Strategy، قد تتساءل: “جميل الكلام… بس ليه أطبّقها؟ وش اللي يخليني أترك السوق اللي أعرفه وأخاطر؟”

سؤال ذكي، وجوابه بسيط لأنك ما تبي تعيش عمرك تحارب على الفتات.

في السوق التقليدي، أنت مجرد لاعب وسط زحام، أما في Blue Ocean Strategy، أنت من يختار قواعد اللعبة.

فلنغُص أكثر في لماذا نحتاج هذه الاستراتيجية فعلًا؟

الابتعاد عن المنافسة المباشرة

كم مرة وجدت نفسك تقلد إعلانًا ناجحًا؟ أو تطلق منتجًا لأن “الكل قاعد يسوي كذا”؟ المنافسة المباشرة تستهلكك، تحوّلك من مبتكر إلى مقلّد، ومن قائد إلى تابع.

Blue Ocean Strategy تساعدك على:

  • ترك الأسواق المزدحمة حيث “الكل على بعضه”.
  • تجنّب الحروب السعرية اللي ما فيها فائز.
  • تقديم شيء مختلف، ما يتقارن مباشرة مع أحد.

خلق أسواق جديدة غير مزدحمة

هل تعلم أن كثيرًا من أنجح المنتجات اليوم ظهرت في أسواق لم تكن موجودة أصلًا؟ نعم، لم تنافس أحدًا، بل خلقت لنفسها مساحة جديدة، وفرضت قواعدها الخاصة دون أن تنتظر دعوة.

هذه هي الروح:

  • تخلق سوقك بدل ما تنازع في السوق الحالي.
  • تخاطب احتياج ما حَد لبّاه قبل.
  • تصنع جمهورك بدل ما تحاول تسرقه من غيرك.

تقديم قيمة مبتكرة للعميل

المفتاح هنا ليس فقط أن “تكون مختلفًا”، بل أن تكون مفيدًا بشكل مختلف، وهنا يظهر جمال Blue Ocean Strategy:

  • تبتكر عرضًا ذو قيمة حقيقية للعميل.
  • تدمج بين التميّز والتكلفة المعقولة، مش لازم تكون فخم وغالي، ولا رخيص وممل.
  • تصمم تجربة تبقى في البال، وتخلي العميل يتساءل: “وين كانوا هذولا من زمان؟”

باختصار، المسوق الذكي يجب أن يستخدمها لأنها ببساطة:

  • تُخرجك من دوامة التقليد.
  • تمنحك مساحة للابتكار بلا قيود.
  • تزيد فرص النمو طويل الأمد، مو بس مبيعات موسمية.

Blue Ocean Strategy ليست مجرد هروب من الزحام، بل هي بحث عن عميل ينتظر شيئًا جديدًا حتى لو لم يكن يعلم أنه ينتظره.

مبادئ Blue Ocean Strategy: كيف يمكنك الوصول للمحيط الأزرق

الآن وقد اقتنعت أن Blue Ocean Strategy ليست مجرد فكرة جميلة، بل ضرورة ذكية، حان وقت السؤال المهم: “كيف أصل إلى هذا المحيط الأزرق؟”

لا تقلق، لن تحتاج بوصلة ولا سفينة فقط تحتاج إلى طريقة تفكير جديدة وخطوات عملية نبدأ بها.

دعنا نبدأ رحلة التحوّل من التنافس إلى التفرّد.

أعد رسم حدود السوق

لا تفكّر داخل الصندوق بل تخلَّ عن فكرة الصندوق أصلًا، أول مبدأ في Blue Ocean Strategy هو أن تعيد النظر في السوق من جذوره:

  • هل هناك فئة عملاء لا يخدمها أحد؟
  • هل هناك خدمات تكميلية يمكن دمجها؟
  • هل يمكن الدمج بين صناعتين؟

المطلوب منك توسيع زاوية الرؤية، لا فقط تحسين منتجك القائم.

ركّز على ابتكار القيمة

هنا لبّ الموضوع، الابتكار ليس ترفًا، بل أداة للنجاة، ابتكار القيمة يعني أن تجمع بين:

  • التميّز: شيء لا يقدّمه غيرك
  • والتكلفة المعقولة: لا تُفقر العميل ولا تُفقر شركتك

فبدل أن تسوّق منتجًا “أحسن شوي” من منافسك، لماذا لا تصنع منتجًا لا يُشبه أحدًا؟

 اذهب إلى ما وراء الطلب الحالي

هل تبيع فقط لمن يشترون بالفعل؟ فكّر في أولئك الذين لم يشتروا بعد:

  • لماذا لم يفعلوا؟
  • ما الذي يمنعهم؟
  • هل تجاهلهم السوق؟

غير العملاء الحاليين، هناك كنز في “اللاعملاء” فقط تحتاج أن تعرف كيف تحادثهم بلغتهم.

اضبط تسلسلك الاستراتيجي

قبل أن تنطلق، خذ لحظة للتأكد من أن الخطوات في الاتجاه الصحيح، التسلسل في Blue Ocean Strategy يجب أن يكون هكذا:

  • المنفعة: هل ما تقدّمه مفيد فعلًا؟
  • السعر: هل يستطيع العميل تحمّله دون تردد؟
  • التكلفة: هل تستطيع أنت توفيره بربحية؟
  • الاعتماد: هل يمكن للعميل تبنّي الحل بسهولة؟ 

إذا رتّبت هذه العناصر صح، فأنت على الطريق السليم.

واجه العقبات داخل شركتك

ليست كل التحديات في السوق بعضها في الداخل، عند تنفيذ Blue Ocean Strategy قد تواجه:

  • عقبات ذهنية: موظفون معتادون على “الطريقة القديمة”
  • شح موارد: “ما عندنا ميزانية للتجارب!”
  • ممانعة: “ليش نغيّر؟ الأمور ماشية…”

الحل بسيط وواضح، قيادة واضحة، تواصل صادق، وتحفيز يخلق قناعة لا أوامر.

اربط الاستراتيجية بالتنفيذ

أجمل خطة في ملف PDF لا تعني شيئًا إن لم تنفّذها، لذا:

  • ضع مؤشرات واضحة للنجاح
  • وزّع المهام بدقة
  • راقب، قيّم، عدّل
  • واجعل التنفيذ جزءًا من ثقافة الفريق، لا مهمة مؤقتة

Blue Ocean Strategy لا تُبنى في الاجتماعات بل في الميدان، والوصول إلى المحيط الأزرق ليس صدفة، بل نتيجة قرارات ذكية وخطوات محسوبة.

أدوات وتطبيقات Blue Ocean Strategy

في المحور السابق، رسمنا خريطة الوصول إلى المحيط الأزرق، لكن الخريطة وحدها لا تكفي تحتاج أدوات تمسكها بيدك وتبدأ التحرك.

والخبر الجيد هو أن Blue Ocean Strategy ليست فلسفة تنظيرية فقط، بل تأتي مع أدوات عملية مدروسة بدقة.

فلنلقِ نظرة على أهمها، ثم ننتقل إلى كيفية تطبيقها خطوة بخطوة.

شبكة الإلغاء – التقليل – الرفع – الإضافة (ERRC Grid)

هذه الأداة من أقوى أدوات Blue Ocean Strategy، واسمها يبدو معقدًا، لكن فكرتها بسيطة جدًا.

هي شبكة تساعدك على إعادة تصميم عرضك التجاري بالكامل بطريقة تخلق قيمة جديدة للعميل، وتُميّزك عن المنافسين.

تسألك الشبكة 4 أسئلة حاسمة:

  • ما الذي يجب إلغاؤه: هل هناك ممارسات أو خصائص مأخوذة كأمر مسلّم به لكنها لم تعد مفيدة؟
  • ما الذي يمكن تقليله: هل هناك عناصر تكلف كثيرًا ولا تضيف قيمة حقيقية للعميل؟
  • ما الذي يمكن رفعه: ما هي الجوانب التي يمكن تعزيزها لتفوق توقعات العميل؟
  • ما الجديد الذي يمكن إضافته: ما الذي لا يقدمه أحد، ويمكن أن يفاجئ العميل ويجذبه؟

والنتيجة مزيج ذكي من الابتكار والتوفير، يصنع عرضًا لا يقاوم.

Blue Ocean Strategyخريطة الاستراتيجية (Strategy Canvas)

تخيّل لو أمكنك أن ترى على ورقة واحدة أين تقف أنت، وأين يقف منافسوك، من حيث القيمة المقدّمة للعملاء، هنا يأتي دور خريطة الاستراتيجية.

ما تقدّمه هذه الأداة:

  • ترسم تصورًا مرئيًا للمجالات التي تتنافس فيها الصناعة حاليًا.
  • توضّح النقاط التي تركز عليها الشركات، وتُظهر الفجوات التي يمكن استغلالها.
  • تساعدك على اكتشاف فرص للتميّز، بدل تكرار الموجود.

باختصار هي أداة بصرية ذكية، تجعل الاستراتيجية ملموسة وتكشف فرص الابتكار بضغطة قلم.

خطوات عملية لتطبيق Blue Ocean Strategy 

الآن إلى التطبيق الواقعي، خصوصًا للمشاريع الناشئة، سواءً كنت تطلق متجرًا إلكترونيًا أو تطبيقًا أو حتى منتجًا في السوق السعودي، إليك خطوات عملية مبنية على مصادر رسمية وأفضل الممارسات:

اعرف جمهورك بعمق و”اللي مش عميلك كمان”

لا تكتفِ بفهم عملائك الحاليين، اسأل نفسك:

  • من لا يشتري من السوق أصلًا؟ ولماذا؟
  • ما العقبات التي تمنعهم؟
  • ما الاحتياجات غير الملبّاة؟

هذه الأسئلة ستكشف لك فرصًا لإنشاء سوق جديدة، لا مجرّد منافسة في السوق الحالي.

حلّل المنافسة لا لتقليدها، بل لتجاوزها

استخدم خريطة الاستراتيجية لرصد ما يقدمه الآخرون، ثم:

  • ركّز على ما لا يقدّمه أحد
  • أعد ترتيب أولوياتك بناءً على ما يهم العميل فعليًا

 لا تسوّق مثلهم بل فكّر كيف تجعلهم غير مهمين أصلاً.

استخدم شبكة ERRC لإعادة تصميم عرضك

خذ منتجك أو خدمتك، واجلس مع فريقك أو حتى وحدك، واسأل:

  • ما الذي سنُلغيه؟
  • ما الذي سنُقلله؟
  • ما الذي سنرفعه؟
  • ما الذي سنضيفه؟

هذا التمرين وحده كفيل بأن يكشف لك نموذج عمل جديد بالكامل.

اختبر سريعًا وتعلّم

لا تنتظر أن يكون كل شيء مثاليًا:

  • اصنع نموذجًا أوليًا
  • اختبره مع شريحة صغيرة من السوق
  • اجمع ردود الفعل وعدّل بناءً عليها

التعلّم السريع هو مفتاح البقاء في المحيط الأزرق.

جهّز الفريق داخليًا

المحيط الأزرق يحتاج إلى عقلية مرنة، لا بيروقراطية متحجرة:

  • درّب فريقك على الابتكار
  • أعطهم مساحة للتجربة والخطأ
  • وشاركهم رؤية المشروع الجديدة بوضوح

بدون فريق مؤمن بالتغيير، الاستراتيجية ستبقى على الورق.

Blue Ocean Strategy ليست نظرية طوباوية، بل أدوات وخطوات واقعية يمكن تنفيذها حتى في أصغر المشاريع.

أمثلة عملية على Blue Ocean Strategy

بعد أن عرّجنا على الأدوات والخطوات، حان الوقت لنرى كيف تتحول Blue Ocean Strategy من نظرية إلى إنجازات تُدرّس.

دعنا نفتح دفاتر التاريخ وننظر إلى بعض الشركات التي لم تكتفِ بالمنافسة، بل خلقت عوالم جديدة بالكامل.

Ford: سيارة واحدة قلبت السوق

عام 1908، لم تكن السيارات للجميع. بل كانت تُصنّع حسب الطلب، باهظة، غير موثوقة، ومخصصة للنخبة، ثم جاء هنري فورد وقال: “لماذا لا نجعل السيارة للجميع؟”

فأطلق موديل T، بسيارة واحدة، بلون واحد، بسعر في متناول اليد، ما فعله فورد كان أشبه بثورة:

  • أنتج سيارات على نطاق واسع باستخدام خطوط التجميع
  • قلّل التكاليف بشكل كبير
  • جعل السيارة سلعة يومية بدلًا من كماليات الأثرياء

والنتيجة، ارتفعت حصة فورد من السوق من 9% إلى 61% خلال 13 سنة، وودّع الناس الخيول وركبوا المستقبل.

Apple: لا للقرصنة نعم للراحة

في أوائل 2000، كان الإنترنت مليئًا بملفات الموسيقى المقرصنة، والمستخدمون يريدون الموسيقى، لكن لا أحد قدّم حلاً قانونيًا حتى ظهرت iTunes.

Apple لم تذهب لمحاربة مواقع التحميل بل ذهبت إلى حيث لم يكن أحد:

  • أتاحت للمستخدمين شراء أغنية واحدة بجودة عالية
  • بسعر بسيط، وواجهة استخدام أنيقة
  • ووفرت للمنتجين مصدر دخل جديد

Apple لم تحل “مشكلة”، بل أعادت تعريف تجربة الاستماع وربحت الجميع.

 Netflix: وداعًا لأرفف التأجير

تتذكّر أيام تأجير الأفلام من المتجر، صح؟ تأخير في الإرجاع، غرامات، ومحدودية الخيارات، ثم جاءت Netflix، وبدل أن تنافس على الرفوف، أزالت الرفوف كلها:

  • بدأت بنظام الإيجار عبر البريد
  • ثم اخترعت نموذج الاشتراك الشهري بالبث المباشر

وفجأة صار العالم كله مكتبة أفلام في جيبك!

والآن، تحوّل السوق إلى “محيط أحمر” بسبب كثرة المنافسين، لكن Netflix ستبقى أول من غيّر قواعد اللعبة.

ما جمع Ford وApple وNetflix لم يكن المال أو التقنية فقط بل الجرأة على خلق سوق جديدة بدلًا من مطاردة السوق القديمة.

مقارنة Blue Ocean Strategy مع أدوات أخرى

بعد أن شاهدنا كيف تتجلى Blue Ocean Strategy على أرض الواقع، قد يخطر في بالك سؤال طبيعي: وهل هذه الاستراتيجية تُغني عن أدوات مثل SWOT أو BMC أو تحليل PESTEL؟”.

دعنا نوضح الصورة. فلكل أداة دور مختلف، لكن لا مانع من المقارنة.. بل المقارنة هنا تفتح لك آفاقًا لفهم أعمق

أولًا: Blue Ocean Strategy مقابل SWOT وTOWS

تحليل SWOT وTOWS أدوات تحليلية ممتازة، لكنها تعمل بعقلية مختلفة تمامًا عن Blue Ocean Strategy. لنوضّح الفرق:

SWOT / TOWS تركز على تحليل الوضع الراهن نقاط القوة والضعف داخل الشركة، والفرص والتهديدات في السوق:

  • تستخدم هذه الأدوات غالبًا لتحسين موقعك في سوق موجود بالفعل.
  • هي تفكير استراتيجي تقليدي، هدفه الدفاع أو التكيّف مع ما هو قائم.

أما Blue Ocean Strategy فتقلب الطاولة:

  • لا تهدف لتحسين وضعك وسط المنافسين، بل تسعى لتجاهلهم تمامًا.
  • تدعوك إلى ابتكار سوق جديدة بالكامل، يكون فيها طلب جديد، وعرض فريد.
  • بدل “ماذا أفعل لأتفوق على المنافس؟” تسأل: “ماذا أبتكر ليصير لي جمهور وحدي؟”

باختصار:

  • SWOT تقول لك: “احمِ ظهرك”.
  • أما Blue Ocean Strategy فتقول: “لا أحد خلفك أصلًا!”

ثانيًا: Blue Ocean Strategy وتحليل PESTEL

تحليل PESTEL يُستخدم لفهم العوامل الخارجية التي تؤثر على السوق، مثل:

  • السياسة
  • الاقتصاد
  • التكنولوجيا
  • القوانين
  • الثقافة
  • البيئة

هذه الأداة ممتازة لتقييم البيئة العامة قبل اتخاذ قرار، لكنها لا تعطيك خطة عمل ولا تبتكر لك سوقًا.

Blue Ocean Strategy، بالمقابل، تستفيد من مخرجات PESTEL لتقرر، “ما الفراغ الموجود؟ وكيف أبتكر شيئًا لم يتنبّه له أحد؟”

بمعنى:

PESTEL يفيدك في فهم الموج، وBlue Ocean Strategy تساعدك في ركوب موجتك الخاصة.

ثالثًا: تكامل Blue Ocean Strategy مع Business Model Canvas

هنا نصل إلى نقطة مهمة: الدمج وليس المقارنة، BMC هو أداة لبناء نموذج العمل التجاري، ويشمل:

  • شرائح العملاء
  • القيمة المقدّمة
  • قنوات التوزيع
  • مصادر الإيرادات والتكاليف
  • الشراكات والأنشطة الرئيسية

لكن كيف تُملأ هذه الخانات، هنا يأتي دور Blue Ocean Strategy لتجيب عن سؤال القيمة بطريقة غير تقليدية:

  • تُساعدك على ابتكار عرض مختلف
  • تُرشدك لتحديد عملاء جدد تمامًا
  • تُعيد تشكيل مصادر الإيرادات خارج النمط المعروف

باختصار:

  • Blue Ocean Strategy تلهمك
  • وBusiness Model Canvas ينظّمك

ليست القضية أن تختار بين Blue Ocean Strategy وSWOT أو PESTEL أو BMC بل أن تعرف متى تستخدم كل أداة، وكيف تجعلها تخدم فكرتك الكبرى، فنحن لا نريد فقط أن “نحسن الأداء في السوق”، بل نريد أن نغيّر قواعد اللعبة من أصلها.

في زمن تتشابه فيه العروض وتتشابك فيه المنافسة، لا يكفي أن تكون “أفضل من غيرك”… بل عليك أن تكون مختلفًا تمامًا.

Blue Ocean Strategy ليست مجرد أداة، بل طريقة تفكير ترشدك لخلق فرص لا يتوقعها أحد، في أماكن لا يجرؤ عليها أحد، ابدأ بخطوة، ولو صغيرة واصنع محيطك الأزرق بنفسك، بدل أن تغرق في بحر المنافسة.

المصادر:

What Is Blue Ocean Strategy? Examples & Application

The Blue Ocean Strategy: Definition, Pros, Cons & Examples

Eliminate-Reduce-Raise-Create Grid (ERRC Grid) | Blue Ocean Strategy Tools and Frameworks

Strategy Canvas | Blue Ocean Strategy Tools and Frameworks

Understanding Blue Ocean Strategy: Definition, Features, and Examples

Business Model Canvas & Blue Ocean Strategy | “Business Model Generation” | by Ahmed Mujtaba Khan | Medium

PESTEL Analysis: External Factors Affecting the Business Environment

SWOT Analysis vs. Blue Ocean Strategy: A Comparison for Uber

Strategy Creation – SWOT, TOWS & Blue Ocean Thinking – MANAGEMENT INNOVATIONS

أحدث المقالات